مواكبة للأحداث الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وسقط فيها قرابة خمسين شهيداً وآلاف الجرحى برصاص جنود الاحتلال والمستوطنين، أطلق العديد من نجوم الأغنية الفلسطينيين، أغاني جديدة تنتصر لقضيتهم، وتفتخر بالفلسطيني الذي يقاوم بالحجر، جنوداً مدججين بأعتى الأسلحة ومستوطنين متطرفين مسلحين برشاشات متطورة. ومن أبرز هذه الأغاني «يا يمّة هادي رجالك» لمحمد عساف. وصورها فيديو كليب من إخراج سامح المدهون يعتمر فيه كعادته في الأغاني الوطنية، الكوفية الفلسطينية المرقطة، صادحاً بموال باللهجة البيضاء، قبل أن تبدأ الأغنية الوطنية المترجمة إلى اللغة الإنكليزية بموسيقى حماسية، وكلمات تقول «يا يمّة هادي رجالك، بالشدّة يشيلوا حمالك... هبّوا يقاوموا المحتلين، ويحموا سهولك وجبالك». وخرجت أغنية عساف، قبل أيام وبلغ عدد متابعيها عبر صفحته الرسمية على موقع «يوتيوب»، قرابة 300 ألف، حتى كتابة هذه السطور. واعتمد مخرجها في الدمج ما بين تصوير عساف داخل الاستوديو، وصور فيديو لشباب وفتية من الجنسين يقاومون الاحتلال والمستوطنين بالحجارة، حيث صدح عساف «يا يمّة شدي حيلك، بصمودك نضوي ليلك... وبصبرك نصرك لوّاح، للأقصى تصهل خيلك»، في إشارة إلى أم الشهيد. أما النجم طوني قطان، ذو الأصول الفلسطينية، فأطلق بعد عساف بيومين أغنية «فلسطيني»، وروج لها بصورته وهو يرتدي قميصاً أسود كُتب عليه أيضاً «فلسطينيّ»، معتمراً الكوفية. وجاء في مطلع الأغنية «أنا الكرامة والفخر أنا رمز الصمود... اسأل عني هالدهر اسأل عني الجدود... حروف الكرم والعز مكتوبة على جبيني... هذا الشرف وبس لإني فلسطيني». أما «فنان الشعب» قاسم النجار، فكان جديده «بتعرف شو يعني انتفاضة»، وعاد بها إلى أسلوبه في بعض الأغاني مثل «إجت 2015»، وقبلها «إجت 2014»، اذ ينشد الشعر على خلفية موسيقية متنوعة من بينها موسيقى أنشودة «موطني». وحملت هذه الأغنية أو القصيدة المغناة كثيراً من المعاني العميقة المؤثرة والهادفة، ولم تخل من النقد اللاذع لأداء المسؤولين الفلسطينيين، ولاستمرار حال الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، على رغم سقوط الشهداء والجرحى في شكل يومي، في ما بات يُعرف ب «انتفاضة القدس». وجاء في أغنية النجار: «بتعرف شو يعني انتفاضة... يعني جميع الناس تثور، عامل وأستاذ ودكتور... وطلاب المدرسة ما تعطّل، ويغنوا فدائي في الطابور». ولم يغفل النجار الحديث عن التكافل الاجتماعي الذي اشتهر في انتفاضة العام 1987، وهو ما جسده في المقطع الذي جاء فيه: «بتعرف شو يعني انتفاضة... يعني داري تبقى دارك، وتحزن لمّا يحزن جارك، هدفي واحد، وهدفك واحد، وقراري هو نفسه قرارك». وطالب النجار بالمساواة بين أبناء الشعب والمسؤولين، حين أنشد أو غنى «بتعرف شو يعني انتفاضة... يعني ما في مسؤولين يركبوا سيارات ليموزين... وكل واحد موّظف عشرة، تحرسله شمال ويمين». وكانت للعديد من الفنانين غير المشهورين كسابقيهم أغان حققت رواجاً ربما أكثر من أغاني المشاهير، وعلى رأسها أغنية «أنا ابن القدس» لكفاح زريقي. وباتت الأغنية الأكثر شهرة وجماهيرية، حتى باتت شعاراً لكثير من الحملات والصفحات الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الأغنية: «أنا ابن القدس ومن هون، مش متزحزح قاعد فيها... اسمعني يا كل الكون، قلبي وعقلي منها وفيها... والقدس الله حاميها».