أعلنت موسكو أن الطيران الروسي نفذ حوالى ألف طلعة جوية في سورية ودمر 819 هدفاً منذ بدء الغارات في نهاية الشهر الماضي، في وقت قتل 90 عنصراً من قوات النظام السوري وعناصر «داعش» في معارك في ريف حلب شمالاً. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته وكالة إنترفاكس للأنباء إنها «نفذت 934 طلعة ودمرت 819 هدفاً للمتشددين في سورية منذ بدء حملتها هناك في 30 أيلول (سبتمبر). وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «قتل أكثر من 60 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في معارك في محافظة حلب بشمال سورية خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة»، مفيداً ب «سقوط 28 قتيلاً على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ صباح الجمعة نتيجة الاشتباكات المتواصلة والغارات الروسية على مناطق الاشتباكات عند طريق خناصر أثريا في ريف حلب الجنوب الشرقي». وتعد هذه الطريق حيوية لقوات النظام، إذ تستخدمها لنقل إمداداتها من وسط البلاد باتجاه مناطق سيطرتها في مدينة حلب. وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة على هذه المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ صيف 2012. وأسفرت الاشتباكات أيضاً عن «مقتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، بحسب «المرصد». وتمكن «داعش» الجمعة من قطع هذه الطريق إثر هجوم فجراً بدأ بعمليتين انتحاريتين. وأكد «المرصد» ان هذه الطريق، التي تربط حلب بمحافظتي حمص وحماة، لا تزال مقطوعة اليوم وسط اشتباكات عنيفة. وفي ريف حلب الجنوبي، دارت اشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في إطار العملية العسكرية البرية التي شنها الجيش السوري في 16 تشرين الأول (اكتوبر) في تلك المنطقة بتغطية جوية روسية. وأفاد «المرصد» بمقتل «ما لا يقل عن 16 عنصراً» من الفصائل المقاتلة جراء الاشتباكات والغارات الروسية في ريف حلب الجنوبي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وتؤكد روسيا أن الضربات الجوية التي تنفذها منذ أكثر من أسبوعين بالتنسيق مع الجيش النظامي السوري، تستهدف تنظيم «داعش» ومجموعات «إرهابية» أخرى، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة أخرى. وفي ريف حلب الشرقي، نفذ الطيران الحربي بعد منتصف ليل أمس غارات عدة على مناطق في محيط مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل تنظيم «داعش». وعلى جبهة أخرى، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص (وسط) الشمالي وسط تغطية جوية روسية، بحسب «المرصد». ويأتي ذلك في إطار الهجوم البري الذي بدأه الجيش السوري في ريف حمص الشمالي في 15 تشرين الأول (اكتوبر). وتسيطر الفصائل المقاتلة على تلبيسة منذ العام 2012، وفشلت كل محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الطريق الرئيسية بين مدينتي حمص وحماة في وسط البلاد. إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري محمد جهاد اللحام السبت خلال لقائه وفداً برلمانياً روسياً ان العمليات الجوية المشتركة الروسية - السورية تحقق «نتائج كبيرة»، وفق ما نقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا). وقال اللحام إن «التنسيق بين القوات السورية والروسية أثناء تنفيذ العمليات الجوية والبرية على الأرض بدأ يحقق نتائج كبيرة في مجال دحر الإرهاب والقضاء عليه في سورية والعراق». واعتبر أن «التعاون السوري - الروسي في مجال محاربة الإرهاب والعمليات الجوية المشتركة ضد التنظيمات الإرهابية في سورية هو التحالف الشرعي الوحيد ضد الإرهاب العالمي لأنه جاء منسجماً مع القوانين الوطنية والدولية وميثاق الأممالمتحدة». وأضاف اللحام أن «سورية وبالتعاون مع الأصدقاء والأشقاء في روسيا وإيران تعمل أيضاً للدفع بالحل السياسي بالتوازي مع محاربة الإرهاب عبر تفعيل الحوار مع المعارضة الوطنية التي ترفض الإرهاب والتدخل الخارجي وتنادي بسورية دولة ديموقراطية تعددية». وصل الوفد البرلماني الروسي إلى دمشق صباح الجمعة بعد أيام على زيارة مفاجئة قام بها الرئيس بشار الاسد إلى موسكو حيث عقد محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وهذه الزيارة هي بمثابة الرحلة الأولى للاسد إلى خارج البلاد منذ بدء النزاع، ولم يعلن عنها الكرملين إلا بعد عودته إلى دمشق.