فن «المنظور» في الرسم وتحديد الزوايا، وأبعادها مثلت «لغزاً»، طالما حير الفنان مشاري العدوان، فسعى إلى سبر غوره، ليجد نفسه منقاداً إلى الإبداع في فن النحت. وتحول عشقه للرسم إلى «هاجس» يلح عليه، لعمل فني يراه أمام ناظريه كل يوم. وعلى رغم أن تجربته في رسم «الإسكتشات» والنحت لم تتجاوز خمسة أعوام، بدءاً من رسم القطع الصغيرة، ومجسمات لحيوانات قبل أن تتطور إلى رسم المشاهير، مثل شارلي شابلن وطلال مداح، إضافة إلى رموز تاريخية مثل الملك فيصل وسواه، وصولاً إلى منحوتات تعبر عن مشاعر متنوعة، بين الغضب والحزن والثورة على صعوبات الحياة. ولازمت هواية فن النحت الفنان العدوان منذ الصغر، إلى أن انطلق إلى عالم الإبداع بتصميماته ذات الأبعاد الثلاثية، التي شارك بها في مناسبات وفعاليات عدة محلية وخليجية، لاقت استحسان الكثيرين، ونال عليها جوائز. وقال الفنان الذي يعمل في مجال «الفندقة» ل«الحياة»: «كل منحوتة أصنعها تكتنز بمشاعر وأحاسيس خاصة في داخلي، أبثها خلال شروعي في النحت، فتكون كهيئة بصمة تتجسد في قطعة فنية متكاملة، تعبر عن معان وأفكار لها مدلولات في نفسي، سواءً أكانت تخص الألم أم الغضب أم الفرح، فمرة قمت بعمل منحوتة رأس يصرخ تغطيه كف إنسان من الأعلى»، مشيراً إلى أن اليد تمثل له «صعوبات المجتمع التي تقف حائلاً بين الإنسان، وبين تحقيق طموحه»، موضحاً أن الصراخ «ما هو إلا تعبير عن اعتراض الإنسان على هذه المعوقات القاتلة إلى الإبداع والانطلاق». وأشار خريج كلية السياحة والآثار إلى أنه شارف على الانتهاء من اللمسات الأخيرة لمنحوتة الملك سلمان، لافتاً إلى أنه ينجز قطعة المنحوتة الواحدة في مدة لا تتجاوز أربعة أسابيع، موضحاً أن مشروعية فن النحت «تعتمد على رؤية الفنان نفسه، وأن تعاطيه مع هذا الفن لا يتجاوز ترجمة وتجسيد لأحاسيس ومشاعر فنان». وقال: «إن الطموح يولد الإبداع، في حال لم يلتفت صاحبه إلى المُحبطين وأعداء النجاح».