بعد شهرة حققتها في عملها الإذاعي، تمكّنت الإعلامية والشابة هند رضا، من إثبات نفسها أمام الكاميرا أيضاً، فتجاوزت التجربة الصعبة من خلال دورها في مسلسل «دلع بنات». موهبة هند الصاعدة، مكّنتها من المشاركة في ثلاثة أعمال قوية خلال الموسم الرمضاني السابق، هي: «مريم» و «حالة عشق» و «حارة اليهود». وفي هذا السياق، أكدت هند ل «الحياة» أنها لم تدرك يوماً أنها ستقف أمام الكاميرا وتؤدي أدواراً تمثيلية، وهي لم تغامر في دخول الفن إلا بعد تشجيع من الفنانة مي عز الدين التي دفعتها نحو هذا المجال. وقالت هند: «التمثيل كان مجرد فكرة في بالي، إلا أنني كنت أنكرها، لكن مي عز الدين ساعدتني على كسر الحاجز داخلي، وشجّعتني على الظهور معها في أول تجربة لي في مسلسل «دلع بنات»، وبالفعل خضت التجربة التي مثّلت انطلاقتي، واستمتعت بالعمل مع مي واستفدت منها كثيراً، بخاصة في التحضير للدور». وأشادت هند بتجربتها مع النجمين خالد النبوي وهيفاء وهبي في مسلسل «مريم»، موضحة أن العمل معهما كان في مثابة متعة وفائدة. وأردفت قائلة: «خالد النبوي ممثل شاطر ودؤوب، وتعلمت منه التركيز في تفاصيل العمل الدقيقة، وهيفاء مجتهدة جداً في التحضيرات وتتحدى نفسها، وقادرة على التمثيل بعفوية كما المدرسة الأجنبية». ولفتت هند إلى أن الشخصية التي قدّمتها في «مريم» كانت فتاة تعاني «مثلية جنسية»، لكن كثراً لم يلاحظوا ذلك لأنها لم تؤدِّه في شكل مباشر، لتخوّف المخرج من أن يكون الدور صريحاً ويتسبّب في مزيد من الجدل. وعلى رغم دورها البسيط، «صافي»، في «حالة عشق» مقارنة بدورها في «مريم»، إلا أن هذه الشخصية كانت أكثر تأثيراً في الجمهور، ربما لارتفاع نسبة مشاهدة المسلسل وعرضه ثانية فور انتهاء شهر رمضان. ورأت هند أن البعض لم يعرف أنها هي من قامت بدور اللبنانية اليهودية في مسلسل «حارة اليهود»: «دوري كان مختلفاً، وإلى الآن لا يعرف البعض أني صاحبة الدور، لأنه تم نسيان كتابة اسمي على التتر بسبب ضغط العمل قبل رمضان، وفي الحقيقة انزعجت، لكنّ كثراً سألوا عن صاحبة الدور، وهذا أسعدني». وأوضحت هند أنها حققت من الأعمال الثلاثة التي قدمتها مكسباً، ف «حالة عشق» أكسبها الجمهور العريض، و «حارة اليهود» أعطاها رأي النقاد وحالة الجدل، و «مريم» ميّزها عند الجمهور بالفتاة ال «ستايل» التي تمتلك ذوقاً في اختيار ملابسها والأكسسوارات الخاصة بها بدقة، وهو ما تتمنى أن تحققه في عمل واحد. ظاهرة المذيع لكن، هل ستنشغل بالعمل الفني عن العمل الإعلامي؟ ردت هند: «لا أظن أن التمثيل سيبعدني من مجال الإذاعة وتقديم البرامج، وأنا الآن أحضّر لبرنامج جديد على إحدى القنوات الفضائية، وسيتم الانتهاء من تفاصيله نهاية الشهر الجاري». وعارضت هند ظاهرة تحوّل الفنانين إلى العمل الإعلامي، «الفن يعتمد على الموهبة في الأساس، بخلاف العمل في الإعلام الذي تلزمه دراسة متخصصة تؤهل المذيع لهذه المهنة. وأردفت في حديثها عن الظاهرة بالقول: «أصحاب القنوات الفضائية يستقطبون مشاهير الفن لتقديم البرامج على خلفية الشهرة، من أجل تحقيق المكاسب والإعلانات المختلفة، وأرى أن الفن موهبة في الأساس، لكن للإعلام دراسة يجب أن يمر الشخص بها، فلا بد أن نعطي العيش لخبازه، فضلاً أن لمشاهير الفن أكثر من مجال يمكنهم المشاركة فيه كالمسرح والدراما والسينما، والخلاصة أن الموهبة شرط في الفن، والدراسة شرط في الإعلام». هند وجّهت انتقاداً حاداً إلى أداء الإعلام المصري، بخاصة بعد ثورة يناير، بسبب خروج كثر من العاملين فيه عن المهنية، وتكرار المحتوى، وغياب الإبداع، باستثناء قنوات قليلة مثل مجموعة «أم بي سي» السعودية. باسم يوسف ورأت هند أن الكلمة التي ينطقها المذيع، خصوصاً على الهواء، مثل الرصاصة لا يمكنها العودة، وهو ما تحاول الحفاظ عليه في عملها الإعلامي قدر الممكن. وتذكرت هند برنامج «البرنامج» الذي كان يقدمه باسم يوسف، كمثال للإعلام الناجح الذي جذب قطاعاً واسعاً من الجماهير بسبب الإلمام بأحداث الأسبوع وما يشغل الجمهور، خصوصاً على المواقع الاجتماعية، وتقديمه بطريقة غير نمطية. واستبعدت أن تخطف المواقع الاجتماعية مستقبلاً الضوء من الإعلام التقليدي، ما دام هناك اختلاف وتنوّع في المضمون.