دُعي الكنديون إلى الإدلاء بأصواتهم اليوم (الاثنين) لاختيار رئيس الحكومة المقبلة من المحافظين أو الاشتراكيين الديموقراطيين أو الليبراليين الذين تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم مرشحهم جوستان ترودو الأصغر سناً بين المرشحين. وسيصوت حوالى 26.4 مليون ناخب لاختيار 338 نائباً أي بزيادة 30 ممثلاً عن الاقتراع السابق الذي فاز فيه الحزب المحافظ حين ترشح لولاية رابعة بعد عقد من الحكم. وتُعتبر الحملة الانتخابية هذه المرة الأطول في تاريخ البلاد إذ استمرت 78 يوماً تبدلت خلالها نوايا التصويت بين الليبراليين والاشتراكيين الديموقراطيين، فيما بقيت نسبة مؤيدي المحافظين على حالها بحدود ال 30 في المئة. وأكد معهد «نانوس» في استطلاعات أخيرة، نُشرت نتائجه مساء أمس، التوجه الذي ظهر قبل أيام بتقدم الليبراليين بقيادة جوستان ترودو بحصولهم على 38.2 في المئة . وتشير استطلاعات الرأي أيضاً إلى أن المحافظين و«حزب الديموقراطية الجديدة» اليساري الذي يتزعمه توماس مالكير سيحصلان على 30.1 في المئة و21.2 في المئة على التوالي. أما كتلة «كيبيك» (استقلاليون) فسيحصلون على 4.9 في المئة، في مقابل 4.7 في المئة لل«حزب الأخضر». وسافر قادة الأحزاب إلى المقاطعات عشية الاقتراع إلى اونتاريو وكولومبيا البريطانية مروراً بكيبيك ومقاطعة ألبرتا النفطية، لإقناع المترددين. وبينما شهد الاقتصاد انكماشاً في النصف الأول من العام بسبب انخفاض أسعار النفط، وتباطؤ اقتصاد الصين، بحسب رئيس الوزراء ستيفن هاربر، تؤكد الحكومة الحالية انها الضامنة لاقتصاد سليم ومزدهر. وقال هاربر مساء أمس قبل أن يتوجه إلى كالغاري للتصويت في معقله ألبرتا، إن «كل صوت لمرشح محافظ هو صوت لحماية اقتصادنا من حالات العجز». أما المرشحون الرئيسيون الآخرون ترودو ومالكير، وزعيم الاستقلاليين في كتلة «كيبيك» جيل دوسيب، فهم موجودون في دائرتهم في مونتريال يوم التصويت قبل الانضمام مساء إلى الاحتفالات لشكر مؤيديهم في حال فوزهم أو في حال هزيمتهم. ويمكن أن يحدث جوستان ترودو (43 عاما) نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968-1979 و1980-1984) مفاجأة بفوزه على ستيفن هاربر بوعود أطلقها للطبقة الوسطى بشكل واضح. ويقضي برنامجه بفرض ضرائب على الأكثر ثراء لخفض ضرائب الكتلة الكبرى من الكنديين، والقيام بأشغال بنى تحتية ستؤدي إلى عجز ميزاني لثلاث سنوات. أما توماس ماكلير الذي بقي في الطليعة لفترة طويلة في استطلاعات الرأي فقد استفاد من تعثر الليبراليين لاستعادة زمام المبادرة. واضطر أحد مديري حملة ترودو إلى الاستقالة قبل خمسة أيام بعد الكشف عن نصائح قدمها إلى مجموعة «ترانسكندا» لبناء أنابيب نفط ومد أنبوب يثير استياء المدافعين عن البيئة وجزء من سكان كيبيك. وقال مالكلير إنه «يمكنهم أن يحاولوا خداعنا بخطاب جديد، لكن الحزب الليبرالي لا يزال فاسداً في العمق مثلما كان عندما طرده الكنديون من الحكومة في المرة الأخيرة». وإلى جانب هذه الأحزاب الثلاثة الكبرى، يمكن لل«حزب الأخضر» بقيادة اليزابيت ماي النائبة الوحيدة عن حزبها في 2011، وكتلة «كيبيك» (أربعة مقاعد) أن يأملوا في دخول البرلمان. ويفيد معدل نوايا التصويت لستة معاهد استطلاع للرأي، وحسابات شبكة «سي بي سي» التلفزيونية، أن الليبراليين يمكن أن يحصلوا على ما بين 120 و155 مقعداً أي أقل من الغالبية المحددة ب170 مقعداً. وسيشغل المحافظون بين 102 و140 مقعداً، و«حزب الديموقراطية الجديد» بين 55 و91 مقعداً. أما كتلة «كيبيك» فستحصد خمسة مقاعد، و«الخُضر» مقعداً واحداً.