لو قال أحد قبل بضعة أسابيع ان ستيفن هاربر سيكون رئيس الوزراء المقبل لكندا ثانية أكبر دول العالم لجعله ذلك يضحك بصوت عال. لقد ظل الحزب الليبرالي على ما يبدو في وضع حصين كحزب أغلبية بما يجعل من الصعب على زعيم حزب المحافظين هاربر 45 عاما أن يفعل ما لا يسر رئيس الوزراء بول مارتان الذي يكبره بعشرين عاما. لكن بعد 11 عاما في السلطة ضعفت على ما يبدو قبضة الحزب الليبرالي على مقاليد الامور مع قرب موعد الانتخابات العامة التي ستجرى بعد يوم غد الاثنين ولا يستبعد المراقبون السياسيون إمكانية أن يكون هاربر رئيس الوزراء المقبل. تراجعت فرص مارتان بعد ستة أشهر فحسب من توليه السلطة على خلفية فضحية سياسية. وحكومته متهمة بمنح عقود حكومية مغرية لشركات تساند الحزب الليبرالي. وكانت العقود لوكالات دعاية للترويج لفكرة كندا موحدة في إقليم كيبيك ذي النزعة الانفصالية. وأظهرت استطلاعات الرأي ان حزب المحافظين تفوق على الحزب الليبرالي من حيث شعبيته بين الناخبين لكن السباق شديد ومازال كثير من الناخبين مذبذبين وفي الايام الاخيرة من الحملة السياسية تمكن الحزب الليبرالي من تعويض الخسارة في شعبيته. ومع اقتراب موعد الانتخابات او مع استمرار تذبذب بعض الناخبين تواجه مراكز الاستطلاع وقتا عصيبا في وضع تنبؤات لكن يبدو أن مارتان لم يعد يتمتع بفرص تشكيل حكومة أغلبية تزيد على فرص هاربر. وقال معلق لتلفزيون سي بي سي "المسألة كلها تعتمد على عنصر المفاجأة". ويمكن لفوز حزب المحافظين تداعيات دولية فقد تعهد هاربر بتوجيه كندا على مسار داخلي واقتصادي مشابه للمسار الذي يمضي عليه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش في الولاياتالمتحدة المجاورة. وكشأن بوش يود هاربر أن يسحب دعم كندا لبروتوكول كيوتو الخاصة بالحد من انبعاثات غازات الصوبة الزراعية والتغيرات المناخية. وإذا تراجعت كندا فإن تصديق روسيا على البروتوكول يصبح موضع شك. ونبه مارتان إلى أن بإمكان الكنديين أن " يبقوا على بلادهم كما هي أو أن يصبحوا بلدا مثل الولاياتالمتحدة". ومع ذلك يبدو أن رئيس الوزراء لم يحقق سوى القليل من مثل هذه التصريحات. فقد أظهرت استطلاعات رأي أن أعداد الكنديين الذين ينظرون إلى أمريكا بوش كقائد في تناقص مستمر. وهاربر مثل بوش يريد إجراء تخفيضات ضريبية. كما أن لديه خططا لاصلاح النظام الاجتماعي تقدم خدمات أكثر كثيرا مما هو في الولاياتالمتحدة. ويبلغ عدد الناخبين الكنديين المسجلين 22 مليونا يعيش معظمهم في منطقة بعرض 200 كيلومتر على طول الحدود الامريكية. وتبدو فكرة التخفيضات الضريبية والتقليل من دور الدولة جذابة للناخبين. ويبدي ناخبون موقفا مثل ذلك الموجود في الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بقضية زواج المثليين وتعاطي الماريجوانا ويرون أن اعتراف الدولة بهذا الزواج وعدم تجريمها تعاطي هذا المخدر قد تجاوز الحد. لكن أكبر عنصر في مصلحة المحافظين هو أنهم أنهوا الانقسامات بينهم وتوحدوا تحت راية حزبية واحدة. لكن معظم المراقبين السياسيين قالوا إن فرصهم في تحقيق أغلبية مطلقة ضئيلة. ومع ذلك وحتى بدون أغلبية فإنه إذا أصبح أقوى حزب في البرلمان المكون من 308 مقاعد فإن بإمكان الكتلة الكيبيكية أن تظهر لتشكيل حكومة ائتلافية رغم أن مثل هذا الائتلاف يعطي بعض القوة للرسالة الانفصالية للكتلة.