كشفت مصادر عسكرية يمنية عن استعدادات الجيش وقوات التحالف لبدء معركة تحرير محافظة الجوف المحاذية لمأرب بالتزامن مع تحريك قوات ضخمة إلى مديرية صرواح غرب مأرب تحضيراً لمعركة صنعاء، فيما تواصلت العمليات العسكرية للقوات الموالية للحكومة والمدعومة من قوات التحالف في شمال باب المندب وقرب ميناء المخا. وأكدت مصادر «المقاومة الشعبية» الموالية للحكومة اليمنية أمس، أنها أحرزت تقدماً في مختلف جبهات القتال الدائر في مدينة تعز ضد مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأنها تقترب من فك الحصار عن المدينة والتقدم نحو ميناء المخا غرباً، كما أفادت بمقتل أربعة من عناصرها غرب مدينة مأرب في انفجار أحد الألغام التي زرعها الحوثيون قبل فرارهم منها قبل أيام. وصدت «المقاومة» والجيش صباح أمس هجوماً في محافظة تعز شنته ميليشيات الحوثيين، المدعومة من قوات صالح، في محاولة لاختراق مواقع تمركز رجال المقاومة في حي ثعبات والقصر (شرق المدينة)، وحي البعرارة (غربها)، مستخدمة نيران الدبابات وصواريخ كاتيوشا والمدافع. وأكدت مصادر المقاومة مقتل 3 من عناصر الحوثيين وجرح 4 في نقطة جبالة بمديرية ماوية (شرق تعز) إثر استهدافهم من «المقاومة الشعبية» بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين. كما تم أسر 8 من ميليشيا الحوثي وصالح في هجوم لرجال المقاومة على تعزيزاتهم في منطقة أصرار (مديرية ماوية)، كانت متجهة الى مناطق سكنية. وتمكن رجال المقاومة من إعطاب آلية عسكرية للحوثيين في مكمن بمنطقة العقمة في الوازعية (غرب تعز). ونتج عن ذلك مقتل 4 وجرح 2 من الميليشيات المتمردة. وواصل طيران التحالف أمس ضرب مواقع للحوثيين في مديريتي الخوخة وباجل التابعة لمحافظة الحديدة وأنزل منشورات في مديريتي «القفل والشاهل» في محافظة حجة تدعو السكان للابتعاد من أماكن تجمع الحوثيين. من جهة أخرى حذر وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، من أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح سيعمد الى تحريك تنظيم «داعش» و «القاعدة» كورقة أخيرة، بعد أن تخلى عنه حزبه «المؤتمر الشعبي». وأوضح خلال مؤتمر صحافي أمس في الرياض، أن مرحلة جديدة بدأت بعد حديث صالح الأخير، وقال: «فقد المخلوع ظله في المؤتمر الشعبي وفقد ضالته في التحالف مع الحوثيين وإيران، يبدو أنه سيحرك المنظمات الإرهابية مثل الدواعش والقاعدة وغيرهم». وكان قادة حزب «المؤتمر الشعبي» الموالون للرئيس عبدربه منصور هادي عقدوا اجتماعاً في الرياض أقروا خلاله عزل الرئيس السابق علي صالح من رئاسة الحزب وإحالته مع معاونيه على «هيئات الحزب القانونية للتحقيق معهم جراء ما ارتكبوه من جرائم». كما اتفق المجتمعون على اختيار نائب رئيس الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً خلفاً لصالح والدعوة إلى عقد اجتماع موسع يحضره رؤساء فروع الحزب وأعضاء في مجلسي النواب والشورى، كما اتهموا في بيانهم صالح وبعض قيادات الحزب ب «بتدمير البلاد واستهداف الوحدة الاجتماعية». وجاء بيان الحزب بعد انتهاء مقابلة تلفزيونية مع صالح بثتها قناة «الميادين»، هاجم فيها هادي ودول التحالف وقيادات حزبه المؤيدين للشرعية الذين وصفهم ب «المتسولين» واتهمهم باستلام أموال لشق الحزب. في هذا الوقت، استقبل ميناء الحديدة امس أول سفينة تصل إليه منذ ثلاثة أسابيع محملة بالوقود. وقال مسؤولون في الميناء إن الناقلة انتظرت في المياه الدولية نحو شهرين، كما أن تسع سفن أخرى ترسو على بعد نحو 60 ميلا تنتظر الإذن لدخول الميناء. وأكد المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري، أنه لم يكن هناك أي محاولات لمنع السفن من الوصول الى ميناء الحديدة، مضيفاً أن ست سفن وصلت إلى الميناء قبل يومين وأن 12 أخرى وصلت الى ميناء عدن. وأوضح أن التحالف قرر أن يذهب النفط الخام الى عدن لكن الوقود المكرر والأغذية والمساعدات الإنسانية يمكن أن تذهب الى الحديدة. وقال إن السفن التي ترسلها هيئات إنسانية مثل الهلال الأحمر والأمم المتحدة لا تخضع للتفتيش وكذلك السفن التابعة لدول التحالف. أما السفن القادمة من دول أخرى فتخضع للتفتيش.