من المعروف أن لكل دولة قيوداً معينة على الإنترنت، ولكن بعض الدول أسوأ من غيرها في مجال انتهاك حرية استخدام الشبكة العنكبوتية. ونشرت منظمة «فريدم هاوس» تقريراً بعنوان «الحرية على الشبكة»، رصدت فيه مستوى حرية الوصول إلى الإنترنت في العالم. وكانت الدول الثلاث الأكثر انتهاكاً لحرية الإنترنت في العام الماضي كما يلي: الصين جاءت الصين بمشروعها المسمى «حائط النار العظيم» لمراقبة وتقييد الإنترنت، في المركز الثالث لأسوأ منتهك لحرية الإنترنت. وشمل تقرير «فريدم هاوس» حوادث تهديد واعتقال ناشطين على الإنترنت، في إطار «شائعات» تمسّ الرئيس الصيني شي جين-بينغ. وذكر التقرير أنه بعدما استخدم طلاب في هونغ كونغ ثالث أسرع خدمة الإنترنت في العالم لتنظيم تظاهرات مطالبة بالديموقراطية في أيلول (سبتمبر) 2014، قضت محكمة صينية على الأكاديمي البارز من أقلية «الأويغور» إلهام توتي، بالسجن مدى الحياة. إلى جانب ذلك، تشترط الصين على الشركات العاملة في مجال الإنترنت توقيع «تعهّد علني» تحت مسمى «التعهد العلني للانضباط الذاتي في قطاع الإنترنت في الصين»، بعدم إنتاج أو نشر معلومات «ضارّة قد تؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني، أو اضطراب استقرار المجتمع، أو مخالفة القوانين، أو نشر الخرافات والفحش». سورية بالإضافة إلى كونها الدولة الأخطر بالنسبة إلى الصحافيين، أورد تقرير «فريدم هاوس» أن مخترقي حواسيب (هاكرز) تابعين للحكومة السورية، الدولة الثانية من قاع القائمة، قاموا بإصابة ما يزيد عن عشرة آلاف حاسوب بفيروسات. وبالإضافة إلى المراقبة المتزايدة للإنترنت، تقطع الحكومة السورية الخدمة والشبكات الخلوية بشكل دوري، وتستعين بطرق متطورة عدة لتعقّب نشاطات مستخدمي الإنترنت عليها. ونقل موقع «نيوزويك» الإخباري الأميركي أن الحكومة السورية، تتيح لمواطنيها استخدام «فايسبوك»، على عكس الصين، بغرض التجسس على من يزور الموقع والحصول على بياناتهم السرية، لسحق أي محاولة لتنظيم نشاط مضاد للحكومة. إيران اعتبرت «فريدم هاوس» إيران المنتهك الأسوأ على الإطلاق لحرية الإنترنت. وأشار التقرير إلى اعتقالها 16 موظفاً في موقع «نارنجي» لتقييم الأجهزة الالكترونية، تحت مزاعم بأن لهم «علاقات مع حكومات أجنبية ووسائل إعلام مضادة لإيران». واتُهم بعضهم بسبب تدربهم في النسخة الفارسية من «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، والتي ربطت الحكومة الإيرانية بينها وبين الجهاز الاستخباراتي البريطاني، فيما حُكم على مؤسس الموقع ب 11 عاماً في السجن. وأتت سلسلة الإدانات هذه ضمن محاولة إيران خلق «الإنترنت الحلال» الذي تحاول الجمهورية الإسلامية به عزل مواطنيها عن بقية العالم، بحسب موقع «فويس أوف أميركا». وفي شباط (فبراير) الماضي، أعلنت الحكومة الإيرانية عن إطلاق «يوز»، محرك بحث على الإنترنت إيراني التوجه، ويعني اسمه «فهد» بالفارسية، لمنافسة الخيارات الغربية مثل «غوغل» و«بينغ». وذكر «فويس أوف أميركا» أن إيران تستخدم «يوز» في «فلترة» كل المواد والمواقع التي تعترض عليها الحكومة، علاوة على أن الجمهورية الإسلامية «تُضعف سرعة الإنترنت في الأوقات الحساسة مثل فترات الانتخابات للحد من انتشار أي صوت مناوئ للحكومة، حتى يصبح القيام بأي نشاط معارض على الإنترنت أقرب إلى المستحيل».