ابتعد المنتخب السعودي بصدارة المجموعة الأولى في التصفيات الآسيوية، بعد أن تغلّب على ضيفه الإمارات بهدفين في مقابل هدف، رافعاً رصيده إلى 12 نقطة، وهي العلامة الكاملة من أربع مباريات حصيلة الدور الأول من منافسات المجموعة الأولى. وجاءت البداية قوية من جانب المنتخب السعودي الذي فرض سيطرته الميدانية على مجريات اللقاء، وتحكّم لاعبوه في زمام اللعب منذ الدقائق الأولى، ساعده في ذلك تراجع الضيوف إلى مناطقهم الخلفية واعتمادهم كثيراً على الهجمات المرتدة رغبةً في الاستفادة من سرعة عموري وإسماعيل الحمادي في متوسط الميدان، وأحمد خليل ومبخوت في الهجوم، فيما اعتمد مدرب «الأخضر» الهولندي مارفيك على تحركات تيسير الجاسم وسلمان المؤشر ويحيى الشهري في النواحي الهجومية بحثاً عن خلخلة الدفاع الإماراتي ودعم المهاجم الوحيد محمد السهلاوي، لتمر الدقائق وأهل الدار هم الأفضل أداءً وانتشاراً حتى كاد الظهير المتألق ياسر الشهراني أن يهز الشباك بعد إرسالية طويلة من سلمان الفرج هيأها بصدره وواجه الحارس خالد عيسى ولكن تسديدته ظلت طريق المرمى. رصاصة اللقاء أطلقها الهداف الأسمر أحمد خليل الذي أرسل قذيفة رائعة لا تصد ولا ترد من خطأ خارج منطقة الجزاء عانقت الشباك الخضراء وسط محاولات يائسة من خالد شراحيلي لتشتعل أفراح الجماهير الإماراتية في المدرجات (18). نظّم أصحاب الضيافة صفوفهم سريعاً، وهاجم اللاعبون مرمى الضيوف بقوة من طريق العمق والأطراف، ليحرم الحكم السنغافوري محمد تقي اللاعب يحيى الشهري من ركلة جزاء مستحقة بعد أن لامست كرته يد المدافع ماجد حسين وسط احتجاجات كبيرة من اللاعبين في الملعب والجماهير في المدرجات (24)، ليمرّر بعدها تيسير الجاسم كرةً ماكرةً في الجهة اليسرى إلى المؤشر الذي سددها في يد الحارس خالد عيسى (28)، ثم اعترض الدفاع الإماراتي تسديدة تيسير الجاسم لتتهيأ الكرة على طبق من ذهب أمام الشهراني الذي سددها أرضية ضعيفة إلى خارج المرمى (35). العودة الخضراء رسم ملامحها الهداف محمد السهلاوي الذي انقض على عرضية الزوري من الجهة اليسرى ووضع الكرة في الشباك مسجلاً هدف التعادل لأصحاب الأرض، لتشتعل المدرجات الخضراء في نهاية الشوط الأول (45). وفي بداية الشوط الثاني عاد الحكم السنغافوري محمد تقي ليحرم «الأخضر» من ركلة جزاء ثانية، بعد أن تعرّض سلمان الفرج إلى إعاقة صريحة من اللاعب ماجد حسن في داخل منطقة الجزاء لم يحرك حيالها الحكم ساكناً (50)، بعدها سحب المدرب مارفيك اللاعب سلمان المؤشر وأشرك نواف العابد الذي توغّل بأول كرة يتسلّمها من الجهة اليسرى حتى واجه المرمى قبل أن يسدد الكرة قوية مباغتة تصدى لها الحارس خالد عيسى لتتهيأ أمام الزوري الذي طوّح بها بعيداً عن الخشبات الثلاث (59). شعر مدرب الإمارات مهدي علي بالخطر، فأجرى تغييرين في متوسط الميدان رغبةً في مجاراة لاعبي «الأخضر»، إذ دفع باللاعبين حبيب الفردان وحسن إبراهيم على حساب إسماعيل الحمادي وعامر عبدالرحمن، لتمر الدقائق سريعاً وسط أفضلية سعودية في أرضية الميدان، ومحاولات هجومية افتقدت التركيز والكثافة الهجومية، ليعود المدرب مهدي علي ويسحب مهاجمه أحمد خليل ويدفع باللاعب محمد عبدالرحمن لتنشيط منتصف الميدان، فيما تأخر مدرب «الأخضر» مارفيك كثيراً في تغييراته الفنية وتجديد الدماء في الهجوم، فلم يتحرك إلا بعد تعرّض لاعب الارتكاز عبدالملك الخيبري لإصابة لم تمكنه من إكمال اللقاء ليشرك اللاعب وليد باخشوين بدلاً منه (83)، ثم سدّد علي مبخوت كرة قوية من خارج الصندوق اعتلت العارضة الخضراء (87)، وفي الوقت القاتل انسل نواف العابد بكرة سريعة من الجهة اليسرى ليتعرض إلى إعاقة واضحة من عموري تردد الحكم السنغافوري محمد تقي كثيراً في احتسابها ركلة جزاء ما رسم أكثر من علامة استفهام، ليتقدم الهداف محمد السهلاوي ويسدد الكرة بثقة في الشباك محرزاً هدف الانتصار والانفراد بالصدارة (89)، وفي الوقت بدل الضائع سحب المدرب مارفيك عريس اللقاء محمد السهلاوي وزجّ باللاعب نايف هزازي بدلاً منه.