نقش المنتخب السعودي ونظيره القطري اسميهما في نهائي خليجي 22، بعد أن تجاوز الأخضر محطة الإمارات في نصف النهائي بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، في الوقت الذي تجاوز فيه قطر عقبة عمان في المرحلة ذاتها بثلاثة أهداف في مقابل هدف، ليلتقي المنتخبان السعودي والقطري مرة أخرى بعد أن قصا شريط افتتاح البطولة. جاءت البداية قوية من المنتخبين، وظهرت النوايا الهجومية منذ الدقائق الأولى رغبة في هز الشباك والتحكم بزمام الأمور، وأوعز المدرب الإسباني لوبيز كارو إلى لاعبيه بسرعة نقل الكرة والتحول من الدفاع إلى الهجوم لمفاجأة الدفاع الإماراتي، فيما اعتمد المدرب الإماراتي مهدي علي على تحركات لاعب الوسط عموري الذي عانى كثيراً من رقابة كريري وباخشوين في منطقة المناورة، لتمر الدقائق سريعاً والأداء متكافئاً في أرضية الميدان حتى هدد علي مبخوت أصحاب الضيافة بكرة مرتدة سريعة مررها إلى عموري الذي لعبها عرضية أمام المرمى، ولكن يقظة عمر هوساوي حولتها إلى ركلة ركنية (8)، بعده أرسل أحمد خليل كرة رأسية مرت بجوار القائم السعودي. الفرحة السعودية حضرت للمرة الأولى في اللقاء من طريق الهداف ناصر الشمراني الذي استغل كرة مرسلة من سعيد المولد في الجهة اليمنى عالجها بلمسة سريعة سكنت الشباك وسط غفلة الدفاع الإماراتي (18). نجم الوسط السعودي نواف العابد أبى إلا أن يقول كلمته في النزال عندما نجح في إضافة الهدف الثاني بعد عرضية من تيسير الجاسم تباطأ الدفاع الإماراتي في تشتيتها ليعيدها الشمراني إلى العابد الذي سددها أرضية قوية في شباك الحارس علي خصيف مشعلاً المدرجات الخضراء التي تحولت إلى موجات من الهدير الصاخب (21). ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد تعرض الإماراتيون إلى ضربة موجعة بسبب إصابة قلب المنتخب النابض وعقله المفكر في أرضية الميدان عموري في كرة مشتركة مع باخشوين ليترك الملعب للبديل إسماعيل الحمادي، ويفقد مدرب الضيوف مهدي علي أحد أهم وأخطر أسلحته الهجومية في اللقاء (25)، بعدها هدأ اللعب قليلاً وغابت الخطورة الحقيقية أمام المرميين، ولم تشكل المحاولات الإماراتية أي قلق على المرمى الأخضر في ظل تألق الدفاع السعودي وتعامله أولاً بأول مع كل كرة إماراتية شاردة وواردة. في الشوط الثاني تحسن أداء الضيوف كثيراً وبدأوا في تنفيذ بعض الغارات الهجومية رغبة في تقليص الفارق مع الدقائق الأولى، وكاد إسماعيل الحمادي أن يهز الشباك بكرة ثبتها على صدره في مواجهة المرمى قبل أن يخلصها أسامة هوساوي في آخر لحظة (47). الضغط الإماراتي أثمر عن إحراز الهدف الأول بإمضاء المهاجم أحمد خليل الذي ارتقى عالياً لخطأ نفذه عامر عبدالرحمن وأرسل الكرة في الشباك وسط أفراح الضيوف (52)، ثم سدد وليد عباس كرة إماراتية من داخل منطقة الجزاء انتهت فوق العارضة الخضراء (58). فرصة توسيع الفارق أضاعها ناصر الشمراني الذي تلقى تمريرة هائلة من تيسير الجاسم انفرد على إثرها بالمرمى قبل أن يسددها بشكل ضعيف إلى جوار القائم (62)، بعدها تحرك المدرب الإسباني لوبيز كارو وأجرى أول تغييراته الفنية، إذ أشرك المهاجم فهد المولد بدلاً من تيسير الجاسم، ثم دفع باللاعب سلمان الفرج على حساب نواف العابد، فيما زج المدرب الإماراتي مهدي علي بالقائد الخبير إسماعيل مطر بدلاً من محمد عبدالرحمن، ومن أول لمسة جهز مطر كرة ذكية لعبها أحمد خليل «على الطائر»، ولكن براعة وليد عبدالله أنقذت الموقف (69)، ثم أهدر سالم الدوسري فرصة محققة بعد عرضية من الشمراني سددها في أحضان الحارس علي خصيف (77). الهداف الإماراتي الأسمر أحمد خليل حضر بقوة في الربع ساعة الأخيرة من عمر النزال وأدرك التعادل لمنتخب بلاده مستغلاً تمريرة ذكية من إسماعيل مطر ليتلاعب بالدفاع ويركلها في الزاوية البعيدة للحارس وليد عبدالله (78)، بعدها أهدر إسماعيل مطر فرصة مؤكدة بعد إرسالية طويلة خلف الدفاع السعودي سددها مباشرة في يد وليد عبدالله (83). الحلول الفردية كانت الفيصل في نتيجة اللقاء، إذ نجح سالم الدوسري من إحراز الهدف الثالث لأصحاب الضيافة بعد مجهود فردي رائع ليسدد كرة قوية استقرت في شباك علي خصيف (85)، وتألق سلمان الفرج في الوقت بدل الضائع وقاد هجمة خضراء سريعة ليتجاوز خصيف بلمسة مهارية قبل أن يلعبها عرضية، ولكن يقظة الدفاع الإماراتي أنقذت الموقف في آخر لحظة.