وسط حضور جماهيري عريض نجح الأهلي في تجاوز نظيره حامل اللقب النصر بهدفين في مقابل هدف في المباراة التي أقيمت بين الطرفين أمس (السبت) على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. ومنح الأهلي غريمه التقليدي الاتحاد فرصة الإنفراد بصدارة الدوري بفارق ثلاث نقاط عن النصر، بينما قفز الفريق «الأخضر» إلى المركز الخامس ب 15 نقطة. جاءت البداية أهلاوية من خلال السيطرة الميدانية والمحاولات الهجومية التي أرهقت الدفاع الأصفر، ومن خلفه الحارس المتألق عبدالله العنزي، فيما وضح تأثر الضيوف بغياب الظهيرين حسين عبدالغني وخالد الغامدي، إذ لم يكن البديلان شائع شراحيلي وجمعان الدوسري في المستوى المأمول، لتمر الدقائق سريعة مثيرة من جانب أصحاب الأرض، وسط تفاعل جماهيرهم الكبيرة في المدرجات، ليوجه الظهير الأيمن سعيد المولد جرس الإنذار الأول في اللقاء، بعد ركلة ركنية انبرى لها برأسية متقنة، لينقذها العنزي ببراعة قبل أن ترتطم بالعارضة الصفراء ،وتعود مجدداً إلى أرضية الميدان (10)، بعدها لعب المحترف المصري الجديد محمد عبدالشافي عرضية من الجهة اليسرى، لعبها عمر هوساوي بالخطأ في مرماه، ولكن يقظة العنزي أنقذت الموقف (17). التهديد الأصفر الوحيد في الشوط الأول كان من طريق أحمد الفريدي، الذي أرسل كرة مباغتة، حولّها المعيوف إلى ركلة ركنية (19)، ثم خطف المتألق مصطفى الكبير كرة من غالب على مشارف منطقة الجزاء، سددها صاروخية، تصدى لها القائم الأصفر (22)، ومع توالي الضغط الهجومي الرهيب لأصحاب الضيافة انفرد الكبير بالمرمى النصراوي، وسدد كرة أرضية زاحفة خلّصها العنزي بصعوبة بالغة، قبل أن يشتتها هوساوي بعيداً عن مكامن الخطر (24)، وهيأ تيسير الجاسم كرة على طبق من ذهب في مواجهة المرمى، طالت على المحترف داني كينتانا (40). الأفضلية الميدانية الخضراء ترجمها الوافد الجديد على الكتيبة الأهلاوية، الإسباني داني كينتانا، بإحرازه الهدف الأول بعد تمريرة ماكرة من مصطفى الكبير، ضرب بها الجدار الدفاعي، ليجد داني نفسه في مواجهة العنزي ويسكن الكرة الشباك، مشعلاً هدير الجماهير الغفيرة في المدرجات (45). المدرب النصراوي راؤول كانيدا استهل الشوط الثاني بتغييرين دفعة واحدة، وذلك بنزول البرازيلي ماركينوس والمر، بدلاً من الفريدي والدوسري، وفاجأ المهاجم محمد السهلاوي أصحاب الضيافة، بحصوله على ركلة جزاء بعد إعاقته من المدافع معتز هوساوي، نفذها السهلاوي في سقف المرمى، محرزاً هدف التعادل في وقت باكر من الشوط الثاني (46). لم يهنأ الضيوف كثيراً بهدف التعادل، إذ تألق الهداف السوري عمر السومة في تنفيذ خطأ من خارج منطقة الجزاء بدقة متناهية على الطريقة البرازيلية، اكتفى العنزي بمشاهدتها وهي تهز الشباك هدفاً أهلاوياً ثانياً، حوّل ملامح الفرح من المدرج الأصفر إلى المدرج الأخضر (49). نظم النصر صفوفه ونفذ لاعبوه بعض الغارات الهجومية التي افتقدت التركيز أمام المرمى الأهلاوي، فيما واصل الأهلي ألعابه الهجومية رغبة في زيادة الغلة التهديفية، مستغلاً الأخطاء الدفاعية التي تكررت في شكل غير معهود، ليتعرض المبدع مصطفى الكبير إلى إصابة لم تمكنه من إكمال اللقاء، ليترك أرضية الميدان للاعب الوسط عبدالله المطيري، ثم سحب مدرب الأهلي اللاعب مصطفى بصاص للإصابة، وزج بحسين المقهوي عوضاً عنه (71). الدقائق الأخيرة شهدت مداً وجزراً عالياً جداً، وسط رغبة النصر في تعديل النتيجة، وطموحات الأهلي بالمحافظة على التقدم، ولاحت فرص عدة على المرميين، وإن كانت الأخطر لمصلحة الأهلي، إذ أنقذ عمر هوساوي كرة تيسير الجاسم من على خط المرمى، قبل أن يتدخل محمد حسين ويبعد الكرة الأخرى قبل أن تصل إلى أقدام الإسباني داني، وفي المقابل انحصرت المحاولات النصراوية بالكرات العرضية التي نجح الدفاع الأهلي في التعامل معها كما يجب.