أكد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر وخلال لقاء مع قادة المستوطنات، أنه لا يمكنه الإعلان عن بناء في مستوطنات جديدة بسبب إنذار أميركي ربط بين استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن ضد المشروع الفرنسي للاعتراف بدولة فلسطين وتوسيع الاستيطان. غير أن الولاياتالمتحدة نفت توجيه مثل هذا الإنذار لإسرائيل. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن نتانياهو قوله لوزرائه إن «الأميركيين أوضحوا بشكل قاطع انه إذا تمت المصادقة على أي خطة للبناء في المستوطنات أو إعلان خطة كهذه، فإنهم لن يفرضوا فيتو على مشروع الاقتراح الفرنسي في مجلس الأمن، والذي يعتبر المستوطنات غير مشروعة». وأضاف: «أريد منع خطوة كهذه، لذلك لا يمكن دعم دفع البناء حالياً». وتابع أن «المطلوب مناورة سياسية حكيمة وليس عملية طلاب ثانوية»، مضيفاً أنه «لا يتم بناء الخطوات السياسية من خلال تغريدة في تويتر». وقال مصدر رفيع في القدس إن «نتانياهو أوضح أنه لن يخاطر في فقدان الدعم الأميركي في مقابل أي إعلان عن البناء أو توسيعه في مستوطنة «ايتمار». واجتمع قادة المستوطنين في الضفة أول من أمس مع نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون، وأعلنوا في ختام الجلسة أن رئيس الحكومة يرتكب خطأ جسيماً حين يمتنع عن المصادقة على البناء في المناطق المحتلة، وأنهم سيواصلون الكفاح من أجل تحقيق ذلك. وقال رئيس مجلس المستوطنات آبي روئيه في ختام الاجتماع الذي استغرق حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة، وحضره 18 رئيس مستوطنة: «في المجال الأمني، نحن على ثقة بوجود جهود ضخمة. أما في موضوع الاستيطان، فللأسف لم نتلق أجوبة مناسبة، اذ تم الحديث عن مصاعب تجاه الخارج، تجاه أوروبا، في موضوع التصديق على البناء في المستوطنات، وهذا خطأ جسيم سيمس بالاستيطان، ونحن ننوي عقد اجتماع غداً واتخاذ قرارات في شأن مواصلة طريقنا». وحسب روئيه، فإنه لم يقل لهم بأن هناك تجميداً للبناء، وإنما «عدم قدرة على المصادقة على البناء ودفعه في ظل الضغوط الحالية». وأضاف: «لا أريد استخدام كلمة استسلام، لكن هذه الاستراتيجية تعتبر خطأ جسيما يوجب إظهار القيادة في هذا الوقت الذي نشهد خلاله هجوماً إرهابياً جامحاً يقتل النساء والأولاد، والقيادة يجب أن تتخذ قرارات، ويجب أن نقول نحن الأسياد». ونقلت شبكة الإذاعة الإسرائيلية العبرية «ريشت بيت» عن مسؤول قوله إن لا مصلحة لإسرائيل حالياً في الإعلان عن توسيع عملية البناء في الأراضي الفلسطينية لأن من شأن خطوة كهذه أن تلحق الضرر بإسرائيل على الساحة الدولية في وقت تلقى فيه الدعم من المجتمع الدولي في محاربتها ل «الإرهاب». في السياق نفسه، نقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مساء أول من أمس عن مصادر رفيعة المستوى في الحكومة الإسرائيلية أن نتانياهو لم يعلن حتى الآن تنفيذ أعمال بناء واسعة في المستوطنات بسبب إنذار أميركي. وأضافت أن واشنطن حذرت إسرائيل من أن فرنسا ستدفع مشروع قرار في مجلس الأمن يقضي بأن المستوطنات غير قانونية، وأن الولاياتالمتحدة ستمتنع عن استخدام «الفيتو» ضد مشروع القرار. غير أن واشنطن نفت توجيه هذا الإنذار، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونير إن الوزارة على علم بهذه التقارير، واصفاً إياها ب»الكاذبة». وأضاف: «موقفنا من المستوطنات معلوم ولم يتغير. ونعبر عنه باستمرار أمام الحكومة الإسرائيلية. لا نقوم بالتعقيب عموماً على محادثات خاصة، لكني أنفي هذه القصة من أساسها. لم نصدر تحذيراً كهذا للحكومة الإسرائيلية»، مؤكداً حتى أنه لا يوجد مشروع قرار من هذا القبيل في مجلس الأمن. اتصالات مع عمان والقاهرة من جهة أخرى، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» مساء أول من أمس أن نتانياهو قال خلال جولة في موقع طعن المستوطنين قرب بيت فوريك في نابلس بصحبة وزير الدفاع ورئيس أركان جيش الاحتلال غابي ايزنكوت، إن اتصالات مكثفة تجري مع المسؤولين المصريين والأردنيين لتوضيح ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، وعدم وجود أي نية لتغيير الوضع القائم فيه أو هدم المساجد أو بناء معابد لليهودية. وتجاهل نتانياهو إجراء أي اتصال مع الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية في شأن ما يجري بالقدس والأقصى.