عمد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى عدم التعقيب على دعوة الرئيس الأميركي باراك اوباما في خطابه أمس أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة إسرائيل إلى مواصلة تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية، بينما أعلن قادة المستوطنين ونواب من اليمين المتشدد أن البناء في المستوطنات سيُستأنف مع انتهاء فترة تعليقه، بعد غد الأحد. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن دعوة الرئيس الأميركي لن تغير الموقف الإسرائيلي الرسمي الرافض تمديد سريان قرار التجميد لأشهر أخرى. وأضافت أن الأقوال التي أدلى بها نتانياهو في لقاء مغلق مع موظفي مكتبه، أمس أشارت إلى أنه لا يعتزم العدول عن التزامه استئناف البناء مكرراً أنه لا يفهم الشرط الفلسطيني، "إذ أجرى الفلسطينيون في السنوات ال 17 الماضية مفاوضات مع الحكومات الإسرائيلية المختلفة في الوقت الذي تواصل فيه البناء في المستوطنات". وأكدت تقارير صحافية إسرائيلية أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الدفاع ايهود باراك أكدا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في لقائهما به في نيويورك أن استئناف البناء سيكون في شكل محدود. وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن بيريز وباراك أبلغا نتانياهو أنهما لمسا بعض المرونة في الموقف الفلسطيني من هذه المسألة، وهذا ما دفع، كما يبدو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الطلب من مستشاره الخاص رئيس طاقم المفاوضات اسحاق مولخو إلى البقاء في نيويورك حتى الأحد، للمساهمة في المساعي الأميركية لإيجاد "حل خلاّق". واعتبر قادة المستوطنين دعوة الرئيس الأميركي إسرائيل إلى مواصلة تجميد البناء "دعماً لتهديدات أبو مازن الابتزازية بالانسحاب من المفاوضات إذا لم تتم تلبية شروطه، ما يؤكد أيضاً أن الرئيس الأميركي ليس وسيطاً نزيهاً"، كما قال رئيس "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة"، داني ديان. ولم يتردد رئيس احد التجمعات الاستيطانية الكبرى، غرشون مسيكا، في الانفلات ضد الرئيس الأميركي "حسين اوباما السياسي الوقح والعنصري الذي يعتقد ربما لجهله أن إسرائيل هي نظام ديكتاتوري كما سائر دول الشرق الأوسط التي يقرر قادتها ما يريدون بعكس رغبات شعوبهم". واعتبر نواب من "ليكود" الحاكم وأحزاب يمينية أخرى دعوة الرئيس الأميركي "تدخلاً سافراً ومرفوضاً ومحاولة لإبطال قرار اتخذته حكومة إسرائيل بشأن فترة تعليق البناء". من جهتها، أفادت "هآرتس" أن المستوطنين الذين يخشون أن ترضخ الحكومة الإسرائيلية للضغوط الدولية وتتراجع عن استئناف البناء قرروا التحرك بسرعة فور انتهاء فترة التعليق والمباشرة في البناء لفرض حقائق على الأرض. وأشارت إلى أن المستوطنين انتقلوا إلى طريقة "البناء الخفيف والأخضر"، الذي يتيح إنهاء العمل في إقامة الشقق السكنية الجديدة خلال أشهر قليلة. ويتحدث المستوطنون عن نحو 2000 مسكن جديد تمت المصادقة على بنائها في كل الهيئات الحكومية، قبل أن تتخذ الحكومة قرار تعليق البناء قبل عشرة اشهر.