أرجأت لجنة التنظيم والبناء التابعة للبلدية الإسرائيلية للقدس المحتلة، في اللحظة الأخيرة أول من أمس، المصادقة على ثلاثة مخططات جديدة للبناء في الأحياء الاستيطانية في المدينة. وبررت مصادر في اللجنة هذا الإرجاء بعدم اكتمال المخططات واستيفائها الشروط المطلوبة، لكن أوساطاً في البلدية عزت القرار إلى «اعتبارات سياسية»، في إشارة إلى ضغط من الحكومة الإسرائيلية التي تريد تفادي احتجاج أميركي على المخططات، بعد أيام قليلة من إجهاض الولاياتالمتحدة مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن بإدانة الاستيطان. وكان يفترض أن تصادق اللجنة على بناء عشرات الشقق السكنية الجديدة في مستوطنة «هار حوماه» المقامة في «جبل أبو غنيم» جنوبالقدس، وعلى مخطط شق طريق جديدة للمستوطنة تمهيداً لبناء مئات الوحدات السكنية ضمن مشروع توسيع المستوطنة. كذلك كان متوقعاً المصادقة على مخطط لبناء 150 وحدة سكنية جديدة في الحي الاستيطاني «أرمون هنستيف». يذكر أن منذ الأزمة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة التي اندلعت قبل عام، إبان زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل وإعلان البلدية الإسرائيلية بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنة «رمات شلومو»، يشرف مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مباشرة على قرارات لجنة التنظيم والبناء اللوائية الخاضعة لوزارة الداخلية للحيلولة دون نشوب أزمات سياسية مماثلة مع واشنطن أو العالم. واتفق أعضاء البلدية من اليمين واليسار على أن «اعتبارات سياسية عليا» تقف وراء إرجاء التصديق على هذه المخططات». وكانت أوساط سياسية توقعت هذا الأسبوع أن تدفع إسرائيل «ثمناً سياسياً» لواشنطن مقابل قيام الأخيرة بإجهاض مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن. وأدرج معلقون إرجاء البناء في المستوطنات في القدس ضمن هذا الثمن، لكن ذلك لا ينفي أنه سيتم إقرار المشاريع في وقت لاحق، كما حصل في الماضي. في غضون ذلك، تظاهر أمس (أ ف ب) عشرات المقدسيين عند باب العامود، المدخل الرئيس لمدينة القدسالشرقيةالمحتلة، احتجاجاً على الفيتو الاميركي ضد مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وحمل المتظاهرون لافتات تندد بالفيتو الاميركي.