فيما عمد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى عدم التعقيب على خطاب الرئيس باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي دعا فيه إسرائيل إلى مواصلة تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية، أعلن قادة المستوطنين ونواب من اليمين المتشدد أن البناء في المستوطنات سيُستأنف فور انتهاء فترة تعليقه بعد غد، وأنهم سيسارعون إلى فرض حقائق على الأرض استباقاً لاحتمال تمديد سريان قرار التعليق. وبينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل على استعداد للتوصل الى «تسوية متفق عليها» من الأطراف كافة في شأن تمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن دعوة أوباما لن تغير الموقف الإسرائيلي الرسمي الرافض تمديد سريان قرار التجميد لأشهر أخرى، وأن نتانياهو أكد هذا الموقف في لقاء مغلق مع موظفي مكتبه أول من أمس، مكرراً أنه لا يفهم الشرط الفلسطيني «إذ أجرى الفلسطينيون في السنوات ال 17 الماضية مفاوضات مع الحكومات الإسرائيلية المختلفة في الوقت الذي تواصل فيه البناء في المستوطنات». وأضافت الصحيفة في عنوانها الرئيس أن نتانياهو يحاول المناورة بين مواجهة مع الأميركيين من جهة في حال تم استئناف البناء، وبين مواجهة مع وزراء اليمين في حكومته وقادة المستوطنين في حال قرر تمديد فترة التجميد. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن نتانياهو «يبذل جهوداً مكثفة للتوصل الى تسوية مماثلة» قبل انتهاء مفاعيل قرار التجميد غداً. إلى ذلك، أكدت تقارير صحافية إسرائيلية أن الرئيس شمعون بيريز ووزير الدفاع ايهود باراك أكدا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في لقائهما به في نيويورك أن استئناف البناء سيكون في شكل محدود. وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن بيريز وباراك أبلغا نتانياهو أنهما لمسا بعض المرونة في الموقف الفلسطيني من هذه المسألة، وهذا ما دفع كما يبدو، رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الطلب من مستشاره الخاص رئيس طاقم المفاوضات اسحق مولخو البقاء في نيويورك حتى الأحد، للمساهمة في المساعي الأميركية لإيجاد «حل خلاّق». من جهتهم، اعتبر قادة المستوطنين دعوة الرئيس الأميركي إسرائيل إلى مواصلة تجميد البناء «دعماً لابتزازات أبو مازن بالانسحاب من المفاوضات إذا لم تتم تلبية شروطه، ما يؤكد أيضاً أن الرئيس الأميركي ليس وسيطاً نزيهاً»، كما قال رئيس «مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة» داني ديان. ولم يتردد رئيس أحد التجمعات الاستيطانية الكبرى غرشون مسيكا في الانفلات ضد الرئيس الأميركي «حسين أوباما السياسي الوقح والعنصري الذي يعتقد ربما لجهله أن إسرائيل هي نظام ديكتاتوري كما سائر دول الشرق الأوسط التي يقرر قادتها ما يريدون بعكس رغبات شعوبهم». واعتبر نواب من «ليكود» الحاكم وأحزاب يمينية أخرى دعوة الرئيس الأميركي «تدخلاً سافراً ومرفوضاً ومحاولة لإبطال قرار اتخذته حكومة إسرائيل في شأن فترة تعليق البناء». وأفادت «هآرتس» أن المستوطنين الذين يخشون أن ترضخ الحكومة الإسرائيلية للضغوط الدولية وتتراجع عن استئناف البناء، قرروا التحرك بسرعة فور انتهاء فترة التعليق والمباشرة في البناء لفرض حقائق على الأرض. وأشارت إلى أن المستوطنين انتقلوا إلى طريقة «البناء الخفيف والأخضر»، الذي يتيح إنهاء العمل في إقامة الشقق السكنية الجديدة خلال أشهر قليلة. ويتحدث المستوطنون عن نحو 2000 مسكن جديد تمت المصادقة على بنائها في كل الهيئات الحكومية، قبل أن تتخذ الحكومة قرار تعليق البناء قبل عشرة أشهر. في المقابل، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤول حكومي رفيع المستوى وصفه كلمة اوباما بأنها «متزنة»، خصوصا لجهة وصفه اسرائيل ب «الدولة التاريخية للشعب اليهودي». وتوقف عند تجاوز اوباما الحديث عن «دولة يهودية» الى وصف اسرائيل ب «الدولة التاريخية للشعب اليهودي»، ووعده بمعارضة الولاياتالمتحدة «اي جهد لانكار شرعيتها». ورأى ان خطاب اوباما «متزن ويهدف الى ارضاء الطرفين (الاسرائيلي والفلسطيني) بغية مواصلة مفاوضاتهما». وأشار الى ان الرئيس الاميركي «لم يجعل من مواصلة قرار تجميد بناء المستوطنات شرطاً لازماً لمتابعة المفاوضات»، مع مطالبته بمواصلة التجميد الجزئي للاستيطان.