شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية كبيرة فجر أمس، في مدينة نابلس بحثاً عن المسؤولين عن مقتل مستوطنين أول من أمس، أسفرت عن إصابة 14 شاباً، ثمانية منهم بالرصاص الحي وإصابة أحدهم وُصفت بالخطيرة، كما أسفرت عن اعتقال 14، بينهم عشرة محسوبون على حركة «حماس». في هذه الأثناء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن السلطة الفلسطينية أنذرت إسرائيل بإمكان وقوع هجوم في المنطقة التي وقع فيها هجوم نابلس، وأن التنسيق الأمني مستمر من جانب السلطة. وقالت الشرطة الفلسطينية أن مواجهات اندلعت عندما «اقتحم عشرات الجنود الإسرائيليين على متن عربات عسكرية نحو الساعة الثانية (الحادية عشرة ليل الجمعة) حي الضاحية شرق نابلس، قرب مكان الهجوم الذي قتل فيه مستوطنان مساء الخميس، مضيفة أن «ثمانية أشخاص أوقفوا، وأن الجيش الإسرائيلي دهم منازل عنوة وألحق أضراراً فيها». وأفاد شهود بأن شباناً رشقوا بالحجارة الجنود الذين ردوا بإطلاق رصاص مطاط وقنابل مسيلة للدموع ورصاص حي، في حين لم تتوقف المواجهات بعد التوغّل. وأشار مصدر من الهلال الأحمر الفلسطيني، الى «إصابة عشرة أشخاص برصاص أطلق على الساقين أو البطن»، بينما «أصيب أربعة آخرون بجروح بعد تعرّضهم للضرب». والمكان الذي وقع فيه هجوم الخميس، قريب من قرية بيت فوريك الفلسطينية، حيث قتل فلسطيني بنيران القوات الإسرائيلية في مواجهات الشهر الماضي. ويعزّز هذا الهجوم المخاوف من انفجار العنف في أجواء التوتر الشديد بسبب اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، وفي منطقة شهدت في الأسابيع الأخيرة هجمات بالرصاص على سيارتين إسرائيليتين على الأقل. كما تعرضت قرية العيسوية أمس، لحصار شامل عقب مواجهات شهدتها بعد صلاة الظهر. وأصيب أمس، طفل في الثامنة من عمره بحروق شديدة بعد تعرّضه لقنبلة صوتية ألقاها الجنود عليه أثناء مواجهات العيسوية. وقالت عائلة الطفل راني نعيم التميمي، أنه أصيب بحروق من الدرجة الثانية في رقبته وكتفه، ونُقل الى المستشفى للعلاج. وتعرضت قرية العيسوية أمس، لحصار شامل عقب مواجهات شهدتها بعد صلاة الظهر. وفي مخيم عسكر شرق نابلس، اقتحم جنود الاحتلال منزل المواطن نور الدين خالد أبو حاشية، منفّذ عملية تل أبيب العام الماضي، التي أسفرت عن طعن جندي إسرائيلي وإصابته بجراح خطيرة، وأبلغته بقرار هدم منزله الثلثاء المقبل. الى ذلك، أصيب الطفل يوسف بيان الطبيب (6 أعوام) من قرية عزبة الطبيب شرق قلقيلية أمس، بعيار ناري أطلقه مستوطن كان ماراً بسيارته على الشارع الرئيس الذي تقع عليه قرية عزبة الطبيب. ونقل الطفل إلى المستشفى حيث وُصفت حالته بالمستقرة. من جهة ثانية، أصدرت نقابة الأطباء بياناً قالت فيه، أن طواقم طبية فلسطينية تعرضت في الأيام الأخيرة لسلسلة اعتداءات من جيش الاحتلال والمستوطنين، خلال نقلها مصابين في المواجهات التي شهدتها أنحاء مختلفة من البلاد. وقال نقيب الأطباء الفلسطينيين الدكتور نظام نجيب، أن آخر الاعتداءات على الطواقم الطبية وقع في مدينة البيرة، حيث تعرّض طاقم طبي تابع للهلال الأحمر الفلسطيني للاحتجاز والاعتداء. وأضاف: «هذه الاعتداءات تدل على همجية الاحتلال، وما كانت لتكون لولا الغطاء الذي توفره الحكومة الإسرائيلية للجيش والمستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم». في غضون ذلك، قالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي ليل الجمعة - السبت، أنه بخلاف خطاب الرئيس محمود عباس أخيراً في الأممالمتحدة عن وقف التزام السلطة الاتفاقات، «عززت أجهزة الأمن الفلسطينية التنسيق مع نظيرتها الإسرائيلية بعد العملية». وأضافت أن الأنباء تشير إلى إصدار الرئيس الفلسطيني تعليماته بشنّ عمليات اعتقال احترازية في صفوف الفلسطينيين في الضفة لمنع تدهور الأوضاع وتصعيدها، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية أرسلت إنذاراً لإسرائيل قبيل العملية بأن عملية ما ستقع في تلك المنطقة، في حين نفى الأمن الإسرائيلي تلقّيه أي إنذار كهذا.