فرضت قوات الاحتلال حظر التجول على قرية عورتا شرق مدينة نابلس وقامت بفرض طوق مشدد حول المدينة ذاتها بعد مقتل خمسة مستوطنين في هجوم وقع بمستوطنة إيتمار جنوب شرق المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية. ونقلت وكالة معا المحلية الفلسطينية عن مصادر إسرائيلية أن فلسطينيا نفذ عملية في مستوطنة إيتمار وقتل خمسة مستوطنين طعنا بسكين، وأن المستهدفين هم عائلة مكونة من الأب والأم وثلاثة من أبنائهما. وأكد أهالي قرية عورتا -التي تقام المستوطنة على أراضيها- أن جيش الاحتلال يفرض حظرا عسكريا على القرية ويمنع دخول أو خروج أي من المواطنين منها وإليها. وقال المواطن عبد السلام الجمل للجزيرة نت إن أكثر من ثلاثين آلية عسكرية اقتحمت القرية في ساعات الفجر الأولى عقب تنفيذ العملية وطوقتها من جميع المحاور، وتواجدت كذلك على المداخل الرئيسية لها. وفرض الاحتلال حظر التجوال على القرية وقام باقتحام منازلها وتفتيشها. كما تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأثناء بفرض طوق أمني مشدد على مدينة نابلس، حيث نصبت أكثر من خمسة حواجز على مداخل المدينة وهي حواجز حوارة وعورتا شرق المدينة، بينما نصبت حاجزي الباذان وحاجز السبعة عشر شمالا، فيما شددت من إجراءاتها على حواجز عناب وشافي شمرون والطنيب غربي المدينة. وكانت مصادر صحفية قد نقلت عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي نيته القيام بحملة تمشيط لمختلف المناطق بمدينة نابلس. وأكد شهود عيان أن جيش الاحتلال منع دخول وخروج أي من المواطنين، ولم يسمح لطواقم الإسعاف أو موظفي المؤسسات الإنسانية بالدخول أو الخروج من المدينة وإليها بحثا عن منفذ العملية الذي لم تتوفر أية معلومات عنه حتى الآن. وتعد إيتمار -التي تقيم فيها جماعات من أشد المستوطنين تطرفا- من كبرى المستوطنات في شمال الضفة الغربية، وهي جاثمة على أراضي قرية عورتا منذ أكثر من ثلاثين عاما وصادرت نحو 90% من أراضيها. وتأتي هذه العملية في ظل عمليات تصعيد ينفذها المستوطنون في قرى ومناطق شرق نابلس خاصة وشمال الضفة الغربية بشكل عام، والتي كان آخرها إصابة تسعة فلسطينيين من قرية قصره شرق نابلس بجروح مختلفة ثلاثة منهم في حالة الخطر قبل عدة أيام إثر استهدافهم بالرصاص الحي من قبل مستوطنين وجنود الاحتلال خلال دفاعهم عن أرضهم المصادرة.