تحول عدد من الشعراء الذين لفظتهم المسابقات الشعرية أثناء مشاركتهم فيها بحثاً عن لقبها إلى محكمين في برامج شعرية، ويقوّمون قصائد زملائهم الذين تحصلوا على مراكز متقدمة إبان تنافسهم معهم قبل أعوام عدة. ويظهر الشاعران السعودي مدغم أبوشيبة والقطري زايد بن كروز محكمين في برنامج «البيت»، الذي تبثه قناة «سما دبي»، وهما الذان ظهرا في مسابقات شعرية من قبل ولم يحققا مراكز متقدمة، وكذلك الحال بالنسبة لزميليهما علي الريض وعبدالمحسن المسعودي الذين توليا لجنة تحكيم مسابقة شعرية قبل أشهر، ما جعل صور المنافسة في تلك البرامج والمسابقات تهتز لدى المشاهد. ولجان التحكيم في المسابقات الشعرية أضحت مهنة لأنصاف الشعراء، فهناك شعراء ليس لهم تاريخ شعري في الساحة الشعبية، لكنهم تحولوا بقدرة منتج برنامج أو مدير قناة إلى محمكين ونقاد لقصائد غيرهم، الأمر الذي أفقد المسابقات الشعرية صدقيتها ورصانتها أمام المتلقي والمشارك. يقول الشاعر علي الريض: «الشعر الشعبي متاح لجميع الشعراء، وتولي العمل في لجنة تحكيم مسابقة يعتمد على الذائقة والعلاقة ونوعاً من الثقة». ولفت الشاعر سلطان الأسيمر إلى أن الشاعر يحق له تقويم قصائد غيره، «الشعراء لا يقفون عند كتابة القصيدة، فجلساتهم الخاصة لا تخلو من النقد الشعري، ما يعني أنهم مرشحين للعمل في لجان تحكيم البرامج والمسابقات الشعرية». وشدد مدير تحرير مجلة «العراب» حامد البراق على أن لجان التحكيم الشعرية في المسابقات تحتاج إلى الخبرة، والأسماء فيها معروفة في الساحة الشعبية، ويكون لدى عضو لجنة التحكيم الدراية الكاملة بالشعر الشعبي وبحوره، لافتاً إلى أن المسابقات الشعرية ليس لديها معايير في اختيار اللجان. وأضاف: «معظم المسابقات تختار أسماء لها ثقلها في الساحة سواء من ناحية القصائد أم الحضور الإعلامي، تجنباً للحرج من المشاهدين والمشاركين». يذكر أن لجان التحكيم في عدد من المسابقات واجهت انتقادات لاذعة بسبب ضعف مستواهم في تقويم القصائد، واختلاف آرائهم على قصائد المشاركين، ما يؤكد أن الساحة الشعبية تعيش فوضى شعرية في الأعوام الحالية.