«ننعي إليكم مواقف الكرامة، ونتوقف عن النشر حتى إشعار آخر... »، بهذه الكلمات أعلنت مجموعة «رجال الكرامة» (مشايخ الكرامة) في السويداء جنوب سورية أمس (الخميس)، وقف نشاطها بعدما احتد في الفترة الأخيرة إثر اغتيال زعيمها وحيد البلعوس المعروف بمواقفه الناقدة للنظام السوري ومعارضته للمتطرفين. وجاء هذا الإعلان على الصفحة الرسمية للمجموعة في «فايسبوك» بعد زيارة رئيس «حزب التوحيد العربي» اللبناني وئام وهاب، محافظة السويداء برفقة المرجع الروحي الشيخ راكان الأطرش، مقدماً التعازي بالشيخ البلعوس (أبو فهد)، في منزله بحضور أولاده وأشقائه. والمعروف عن وهاب تصريحاته ومواقفه المؤيدة للنظام السوري. وكان كتب أخيراً على صفحته في «فايسبوك» أن الدعم الروسي للنظام «أعاد التوازن إلى لعبة المنطقة واللعبة الدولية». وبررت المجموعة موقفها بأسباب عدة، منها «التقاعس من قبل أبناء الجبل في الدفاع عن وافد أبو ترابي» الذي اعتقلته السلطات السورية بتهمة اغتيال البلعوس، والانتماء إلى «جبهة النصرة»، الأمر الذي ينفيه مقربون من أبو ترابي. وأضافت «رجال الكرامة» أن موقفها هذا يعود كذلك إلى «تأخر رد الفعل على جريمة استهداف أبناء الجبل، وعلى رأسهم شيخ الكرامة أبو فهد». ودافع وهاب خلال زيارته السويداء الأربعاء الماضي، عن النظام السوري، محذراً من "خطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وجبهة النصرة وكل المتربصين بالجبل». ووصف وهاب اغتيال البلعوس في الرابع من الشهر الجاري، بأنه "جريمة إرهابية تهدف إلى إشعال الفتنة في السويداء»، مضيفاً أن «وعي مشايخ العقل الثلاثة، والشيخ راكان الأطرش والأهالي سيوقف الفتنة. فلا خيار لأهالي السويداء، إلا الدولة والجيش السوري والوحدة الداخلية دفاعاً عن الأرض ودفاعاً عن سورية». وكان اغتيال البلعوس فجر أعمال عنف ومواجهات دامية في مدينة السويداء، أسفرت عن تحطيم تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد كان يتوسط إحدى ساحاتها، وعن احتلال عدد من المراكز الأمنية والعسكرية التابعة للنظام، بالإضافة إلى السيطرة على مبنى المحافظة بالكامل، ما أدى ألى وقوع قتلى وجرحى. ووقعت ثلاثة انفجارات في الرابع من الجاري في مدينة السويداء، استهدف أحدها البلعوس وأسفرت عن مقتل 27 مدنياً وإصابة آخرين. وأثار منشور «رجال الكرامة» على «فايسبوك» استياء كبيراً بين صفوف الناشطين. وعبّرت جلُّ التعليقات عن رفضها زيارة وهاب وعدم قبولها وقف الاحتجاجات. وكانت مجموعة «رجال الكرامة» منعت الجيش السوري من إخراج الأسلحة الثقيلة من المحافظة بالتزامن مع هجمات لتنظيم «داعش» على مناطق شرق المحافظة، وقامت أيضاً بعمليات وساطة بين محافظتي درعا والسويداء في ما يخص عمليات الخطف المتبادل التي كانت تحدث وتنسبها الجماعة إلى الأفرع الأمنية في المحافظة وتتهمها بمحاولة إشعال فتنة طائفية بين المحافظتين.