ما تزال عملية اغتيال الشيخ وحيد البلعوس، زعيم مجموعة «مشايخ الكرامة» في محافظة السويداء، جنوب سورية، يوم الجمعة الماضي، تتصدر اهتمام أبناء المحافظة، سواء على داخل سورية أم حول العالم عبر مواقع التواصل. وكانت ثلاثة انفجارات وقعت في مدينة السويداء، استهدف أحدها موكب الشيخ البلعوس على طريق ظهر الجبل، في ضاحية المدينة، في حين وقع التفجير الثاني على مدخل المستشفى الوطني، أثناء قيام سيارات الإسعاف بنقل جرحى التفجير الأول، وقضى حوالى 33 شخصاً و48 جريحاً في آخر حصيلة للتفجيرين، بينما وقع التفجير الثالث داخل ساحة المستشفى. وسيطرت حشود غاضبة ومن مجموعة «مشايخ الكرامة» عقب عملية الاغتيال، على جميع فروع الأمن التابعة للنظام في المدينة، إضافة إلى السيطرة على مبنى «حزب البعث» فيها، وحطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد، في ساحة السير، وسط المدينة. وألهب اغتيال «شيخ الكرامة» غضب وتفاعل كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، فعلق الكاتب ماهر شرف الدين على «فايسبوك» قائلاً: «الخطأ الذي ارتكبه النظام قبل عشر سنوات في لبنان باغتيال رئيس وزرائه رفيق الحريري، أعاد تكراره في السويداء. وقد كان الخطأ مضاعفاً لأنه أراد اصطياد عصفوين بحجر: العصفور الأول التخلص من البلعوس وحركته؛ والثاني تربية المتظاهرين الذين خرجوا بالآلاف قبل يومين من الاغتيال. لكن العصافير التي أراد النظام صيدها انقلبت إلى صقور وانقضت عليه». وكتب سامر عامر محللاً التفجيرين: «الثاني كان أمام المستشفى، وكأنّ الرسالة تقول، سنقتلك حتى ولو نجوت من التفجير الأول، هذا هو قتل الغُلّ، الغُلّ الذي ملأ صدر المؤسسات الأمنية حين تحدّاها الشيخ البلعوس، بكل الأحوال مَن يُنفّذ بهذه الدقّة لا شك بأنّه يملك الخطّة باء، الخطّة التي أدخلت كامل التراب السوري في المحرقة، الرحمة للشهداء». ورأى الصحافي لواء النعساني أن «الكرامة ألد أعداء النظام، ففي درعا هبة الكرامة، بداية الثورة أخافته، واليوم شيخ الكرامة في السويداء». وعلى «تويتر» شهد وسم (هاشتاغ) بعنوان «#السويداء» تفاعلاً كبيراً تجاوز ستة آلاف تغريدة خلال ساعات من اغتيال الشيخ البلعوس، فغردت رشا بطرس: «السويداء منطقة انتجت خيرة المقاومين العرب ستنتفض على بشار وتنهيه»، بينما اتهم أحمد أبا زيد النظام السوري بالاغتيال: «المتهم شبه الوحيد هو النظام الذي واجه مقاومة من البلعوس في تذويب الدروز ضمن سلطته ومعركته». وساد الهدوء في السويداء عقب ليلة مشحونة وأحداث متسارعة، وما تزال الأحداث والأخبار غير واضحة بشكل كامل بسبب انقطاع الانترنت المستمر، وعدم إمكان نشر الصور والفيديوهات التي توضح بعضاً مما يجري في المحافظة. يُذكر أن مجموعة «مشايخ الكرامة» منعت الجيش السوري من إخراج الأسلحة الثقيلة من المحافظة بالتزامن مع هجمات لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مناطق شرق المحافظة، وقامت بعمليات وساطة بين محافظتي درعا والسويداء في ما يخص عمليات الخطف المتبادل التي كانت تحدث وتنسبها الجماعة إلى الأفرع الأمنية في المحافظة وتتهمها بمحاولة إشعال فتنة طائفية بين المحافظتين.