ما هي «ديموقراطية الجمهور»، وهل تُمارس؟ وإن كانت تُمارس بالفعل، فمن الذي يُمارسها حول العالم؟ تقول المدونة السويدية لينيا هانسون هين على مدونتها، إن العامل الذي تقرر على أساسه القاعدة الإنتخابية هوية الشخص الذي ستنتخبة هو «شخصنة الاختيار الانتخابي». واستندت إلى قول العالم السياسي برنارد مانين إن «شخصيّة المرشحين للمناصب السياسية هي التي تحدد إذا كان الشعب سينتخبهم، لا الأسباب الاجتماعية أو الاقتصادية والثقافية، مثلما كان الحال قبل سبعينات القرن الماضي». ويرفض مانين الفكر السائد القائل بأن الديموقراطية التمثيلية، في صورتها الحالية، ما هي إلا وسيلة لأن تحكم الجماعة بشكل غير مباشر، ويعتبر هذه النظرة تبسيطية ومفتقرة إلى الحقيقة. وتقتبس هانسون لين في خاتمة تدوينها قول مانين: «الحكومة التمثيلية تظل على ما كانت عليه منذ اختراعها، أي حكم نخبة مميزة عن غالبية الشعب من طريق المكانة الاجتماعية، أسلوب الحياة، والتعليم. ما نشاهده الآن ليس أكثر من صعود نخبة جديدة وتنحي نخبة اخرى». ويقول مانين، بحسب المدونة، إن الاحزاب السياسية التي كان لها في الماضي دور في تنفيذ سياسات تريدها، أصبحت بعد سبعينات القرن العشرين، في ظل طغيان «شخصنة الانتخاب»، أداة في يد السياسي الناجح الذي يحقق الانتخاب، فتساعده في الحصول على السلطة. ويعتبر مانين هذا الأمر «استمراراً طبيعياً» لنظام الأحزاب السياسية ذات السطوة السياسية (في السابق) والتي الآن تخضع إلى الساسة. وتوضح هانسون لين في تدوينها أن للإعلام دور محوري في «ديموقراطية الجمهور»، لأن السجال السياسي و«معركة الانتخاب» القائمة بين المرشحين لا تقوم على «مقترحات سياسية مفصّلة»، بل يتنافس المرشحون باستخدام «صورة انتخابية» تختزل انتماءهم السياسي. وعلى ذلك، يصبح السباق الانتخابي صراعاً بين صور انتخابية متنافسة، فينما يشاهد «الجمهور الديموقراطي» ويحكم ويقرر.