أصدرت «دار مشكاة» للنشر والتوزيع في القاهرة كتاب «شفاء المستحيل، هوميوباثي: العلاج الواعد» تأليف إيمي لانسكي وترجمة نادية خيري (329 صفحة من القطع المتوسط). ويحتوي الكتاب على عشرة فصول، إضافة إلى المقدمة والتمهيد. ويتحدث الكتاب عن «العلاج التجانسي» (هوميوباثي - Homeopathy)، الذي يُعتبر واحداً من أكثر فنون الطب غموضاً. وهو ظهر في القرن الثامن عشر، لكنه لم يلاق، حينها، قبولاً من التيار الرئيس للطب. وعلى رغم أنه حقق شعبية ملحوظة في القرن التاسع عشر في أوروبا والولايات المتحدة، فإن أُسسه بدت متعارضة مع نظرة عالم الفيزياء إسحاق نيوتن المستقرة للكون، والتي أسست لما يعرف بالنظرة الميكانيكية للجسم البشري. وعُرف عن سامويل هانمان، مؤسس ال «هوميوباثي»، تأثّره بنظرة علم الكيمياء القديم، الذي يتضمن أشياء غامضة مثل لغز المعاني الخفية والصلات المتداخلة في الأشياء كلها. وطوّر هانمن مفهوم «القوة الحيوية»، ووصفها بأنها نوع من الطاقة غير المرئية، تؤثر في الوظيفة الحيوية. ويشير الكتاب أيضاً إلى أن هانمان تأثر بنظرة قدماء الصينيين وآرائهم عن الكون التي صاغوها قبل ثلاثة آلاف سنة، إضافة الى أساطير الهند. واشتق اسم هذا النوع من «الطب» من مناداته بالتجانس بين المرض وعلاجه، وهو ما تلخّصه عبارة شهيرة يتداولها ممارسو هذا الطب وتقول: «لندع المثيل يعالج مثيله». وتقبّل الطب علمياً هذا المفهوم، مع رسم حدود لتطبيقاته، لكنه لم يتقبل مفهوم «القوة الحيوية» بالنظر الى غموضها. وغاب ال «هوميوباثي» عن الواجهة، لكنه عاد في الآونة الأخيرة بالترافق مع عودة الاهتمام بأنواع الطب الشعبي وصنوف ما يسمى ب «الطب البديل» والتداوي بالأعشاب وغيرها. ويعتبر كتاب «شفاء المستحيل...» خطوة في طريق إلقاء الضوء على تاريخ «الطب التجانسي» ومفاهيمه، إضافة الى تقديمه خبرات شخصية في هذا المجال. وفي المقابل، لا يهدف الكتاب إلى تقديم توصيات محددة، في شأن علاج أمراض معينة، كما لا يضمن أن المعلومات الواردة فيه، وكذلك تلك الواردة في قائمتي «القراءات المقترحة» و «المصادر النافعة»، تأتي بأي نتيجة طبية محددة.