قبل شهر ذي الحجة من كل عام، تحبس المملكة العربية السعودية أنفاسها، إلى أن ينتهي الحجاج من أداء مناسكهم، وتضمن عودتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين، خصوصاً أن الحج منذ أيام الجاهلية لا يكاد يخلو من حوادث مميتة، كان آخرها أمس (الجمعة)، عندما سقطت رافعة في صحن الحرم المكي الشريف، أودت بحياة 107 من الحجاج والزوار، وإصابة 238 آخرين، قبل أيام من دخول شهر ذي الحجة. وفي ما يأتي رصد لحوادث الحج على مدى قرون، مرتبة بحسب تاريخ وقوعها: - حوادث قبل الإسلام كان العرب قبل الإسلام يحجون إلى مكةالمكرمة، وكان معظمهم يعاني في تلك الفترة من قطّاع الطريق الذين كانوا يعترضونهم لنهب زادهم وراحلتهم، ما قد يؤدي إلى مقتل بعضهم في نهاية المطاف. - في حجة الوداع (10 ه) العام 10 ه، أعلن النبي محمد عن عزمه آداء الحج، فخرج من المدينة ومعه حوالى 100 ألف شخص من الصحابة، وفي يوم عرفة، وقع رجل عن راحلته فوقصته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً». - إحراق الحرم (36 ه) العام 63 ه، اتجه مسلم بن عقبة المري بجنده من المدينة نحو مكةالمكرمة يريد عبدالله بن الزبير، لكنه توفي في الطريق، فتولى أمر الجند بعده الحصين بن نمير السكوني، واستمر القتال في محرم وصفر من العام 64 ه. وفي أوائل ربيع الأول، قذف البيت الحرام بالمنجنيق، وأحرق بالنار. - سرقة الحجر الأسود (317) العام 317 ه، هاجم القرامطة مكةالمكرمة وقتلوا عدداً من الحجاج، وحملوا معهم الحجر الأسود إلى هجر في الإحساء، وتمت استعادته بعد حروب دامت أكثر من 15 سنة، بأمر من الخليفة الفاطمي أبو طاهر إسماعيل المنصور بالله. - احتراق مخيمات الحجاج (1975) العام 1975، شبّ حريق ضخم في مخيمات للحجاج قرب مكةالمكرمة، وأسفر عن مقتل 200 حاج، بعدما انفجرت اسطوانة غاز في إحدى الخيم، وتسللت إلى بقية المخيمات المجاورة. - اشتباكات مع الأمن (1987) العام 1987، نظم الحجاج الإيرانيون تظاهرات عارمة أثناء موسم الحج منددة بالولايات المتحدة، وسدوا طرقاً وإحرقوا سيارات، فتدخلت قوات الأمن السعودية، وأسفرت المواجهات عن مقتل أربعمائة وشخصين. - قنابل في الحرم (1989) العام 1989، انفجرت قنابل بالقرب من الحرم المكي، ما أسفر عن مقتل حاج وإصابة 16 آخرين. ووجهت التهمة إلى 16 شخصاً بالوقوف وراء الاعتداء، وعرفت هذه القضية باسم حادثة الحرم المكي الثانية. - واقعة منى (1990) العام 1990، وقع تدافع كبير داخل نفق منى، الواقع جنوبمكة بعدما توقف نظام التهوية عن العمل. وأسفر الحادث عن مقتل 1426 حاجاً، معظمهم من الآسيويين. - حريق منى (1997) عام 1997، تسبب سخان في نشوب حريق هائل في مخيم الحجاج بمنى، ما أدى إلى مقتل 343 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين. - على جسر الجمرات (1998 - 2004) أسفر تدافع الحجاج قرب جسر الجمرات عن عدد من الحوادث، ففي العام 1994، أدى تدافع الحجاج على جسر الجمرات في منى إلى مقتل 270 أثناء تجمعهم لرمي الجمرات. وفي العام 1998 قتل 119 شخصاً، والعام 2001، توفي 35، فيما قضى 14 شخصاً العام 2003، وفي عيد الأضحى المبارك العام 2004، تسبب التدافع في مقتل 244 حاجاً. - انهيار فندق في مكة (2006) العام 2006، قتل 76 شخصاً، بعدما انهار فندق في مكةالمكرمة حيث كان يقيم حجاج استعداداً لأداء مناسك الحج. وفي السنوات الأخيرة الماضية، لم يتم تسجيل أي حالة وفاة من الحجاج بسبب كوارث وأخطاء بشرية. وحرصت الحكومة السعودية على توسيع جسر الجمرات، ليستوعب 300 ألف حاج في الساعة الواحدة، وأجرت أيضاً توسعات كبيرة على المطاف ليصل استيعابه إلى 107 آلاف طائف في الساعة، واستحدثت أيضاً تنظيمات وقوانين جديدة أسهمت في تقليل عدد الحجاج المخالفين مثل منع تكرار الحج قبل خمس سنوات وعدم السماح للافتراش في ممرات المشاعر المقدسة.