رفعت روسيا سقف تدخلها في سورية بالإعلان عن سلسلة مناورات ضخمة بالذخيرة الحية لسفنها الحربية أمام الساحل السوري، في مؤشر جديد إلى تمسكها بسياستها القاضية بدعم الجيش النظامي الذي يواجه سلسلة نكسات في أرجاء البلاد. وفيما قال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن أي دعم تقدمه موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد «يشكّل عاملاً مفاقماً للأزمة»، يُتوقع أن يحاول وزراء خارجية دول غربية الحصول على توضيحات من الروس في شأن حقيقة ما يقومون به في سورية على هامش لقاء مُخصص للأزمة الأوكرانية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في برلين اليوم. واستبق لافروف الاجتماع بالقول إن بلاده تريد استئناف التنسيق مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لتفادي «حادث عرضي» يمكن أن يحصل فوق سورية حيث تغير الطائرات الأميركية يومياً على مواقع لتنظيم «داعش»، فيما يُعتقد أن الروس يحضرون بدورهم قاعدة جوية قرب اللاذقية تشارك بدورها في ضرب هذا التنظيم المتشدد الذي يسيطر على أجزاء واسعة من سورية والعراق. وبالتزامن مع ذلك، تمكن «جيش الإسلام» القوي في الغوطة الشرقية من السيطرة على منطقة تل كردي واقتحام جزء من «سجن دمشق المركزي» الواقع في عدرا شرق العاصمة السورية، فيما سُجّلت حشود ضخمة ل «داعش» في أحياء دير الزور وحول مطارها العسكري استعداداً لشن هجوم يُمكن أن يُنهي آخر وجود للنظام في محافظة دير الزور على حدود سورية الشرقية مع الأردن. وأوردت وكالة «رويترز» في تقرير من موسكو أمس، أن روسيا كثّفت مناوراتها التدريبية لقواتها البحرية قبالة السواحل السورية خلال الشهور الماضية وتستعد لإجراء مزيد من المناورات خلال الفترة المقبلة، في تصرف قالت الوكالة إنه يمكن أن يعزز الاتهامات الأميركية بأن الروس يعززون قواتهم في المنطقة. ونقلت الوكالة عن مصدر قريب من البحرية الروسية، إن أسطولاً من خمس سفن حربية روسية مزودة بصواريخ ذكية (موجهة) انطلق في طريقه لتنفيذ مناورات في المياه الوطنية السورية، قائلاً إن المناورات يمكن أن تتضمن إطلاق صواريخ. وأوضح أن التدريب سيكون «على صد هجوم من الجو والدفاع عن الساحل، ما سيعني إطلاق قذائف مدفعية وتجريب أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى»، موضحاً أن المناورات تتم بالاتفاق مع الحكومة السورية. وأشارت «رويترز» إلى أن البحرية الروسية تكثّف نشاطها قرب السواحل السورية منذ شهور، إذ إنها أجرت مناورات منذ أيار (مايو) الماضي أكثر مما قامت به خلال كل العام 2014، وفق ما قالت وزارة الدفاع الروسية. ونسبت «رويترز» إلى مصدر قبرصي متابع للتحركات البحرية والجوية: «لقد رأينا الكثير من النشاطات الروسية في المنطقة هذه السنة. ووفق السلطات القبرصية، قدّمت روسيا في 3 أيلول (سبتمبر) تنبيهاً إلى أن بحريتها ستجري سلسلة مناورات تتضمن تجارب على إطلاق الصواريخ في البحر قرب طرطوس حيث للروس قاعدة بحرية، وقرب اللاذقية أيضاً. وستدوم هذه المناورات من 8 أيلول إلى 7 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهي ستؤدي إلى إغلاق ثلاثة مسارات جوية لفترة قصيرة (خلال المناورات). ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «جيش الإسلام» سيطر على منطقة تل كردي القريبة من مدينة دوما بالغوطة الشرقية والمحاذية لسجن دمشق المركزي (سجن عدرا) «أكبر سجون سورية». وتابع أن مقاتلي المعارضة سيطروا كذلك على «مبنيين في قسم النساء» بالسجن الذي يضم خمسة آلاف سجين غالبيتهم من المعارضين.