طالبت أحزاب وقوى سياسية عربية وتركمانية بنشر قوات حكومية بدلاً من القوات المشتركة لحفظ الامن والاستقرار في مدينة كركوك الشمالية، مشيرة الى ان التجاوزات التي تمارسها قوات تابعة للاحزاب الكردية ضد مرشحي الكتل السياسية تعد انتهاكاً مباشراً للاقليات المتعايشة وتعميقاً للأزمة السياسية والعرقية في المدينة. وحذر عضو القائمة العربية في مجلس محافظة كركوك عبدالله سامي العاصي في تصريح ل «الحياة» من ان «يؤدي استفراد الاجهزة الامنية الكردية بالملف الامني الى عواقب خطيرة من شأنها تهديد العملية الانتخابية برمتها خصوصا بعد الاعتداءات التي نفذتها قوات تابعة للبيشمركة الخاصة بحزب الرئيس جلال طالباني ضد مرشح قائمة الائتلاف الوطني العراقي ومسؤول مكتب تيار الاصلاح الوطني عمار كهيه». وحمّل العاصي الحكومة المركزية مسؤولية التجاوزات الحاصلة من جانب قوات قال انها «غير رسمية». ودعا الى «اعادة النظر بنشر قوات مشتركة من قوات الجيش العراقي والاميركي والبيشمركة وتطبيق مقترحات خارجة عن ارادة العراقيين». من جانبها اتهمت احزاب تركمانية في بيان لها الاكراد باستغلال موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على نشر قوات مشتركة داعية «الحكومة والبرلمان العراقي وكافة الجهات الرسمية في الدولة الى تحمل المسؤولية في نتائج هذه الأعمال». وطالب البيان «الحكومة المركزية بممارسة دورها المنوط بها من حيث فرض سلطة وهيبة القانون والحفاظ على راحة وأمن المواطنين في محافظة كركوك» واتخاذ «اجراءات رادعة لوضع حد لمثل هذه ألاعمال ألاستفزازية وغير المسؤولة التي ستفتح الباب لبروز التوترات والمشاكل الخطيرة في هذه المدينة خاصة مع اقتراب موعد اجراء ألانتخابات النيابية في البلاد» . وكانت قوات كردية اقتحمت منزل مرشح قائمة «الائتلاف الوطني العراقي» عمار كهية واعتقلت احد اشقائه البالغ 15 عاماً ، فيما قامت عناصر من القوة بتمزيق لافتات وصور خاصة برئيس الائتلاف بعد استبدال العلم العراقي بعلم كردي بحسب المصادر العربية والتركمانية. في المقابل نفت قيادات في الاجهزة الامنية صدور تعليمات باقتحام منازل المرشحين مؤكدة رفضها أي تجاوزات ضد مرشحي الكتل السياسية او المواطنين. واوضح نائب قائد الشرطة في المدينة اللواء تورهان عبدالرحمن في تصريح الى «الحياة» أن «الاجهزة الامنية حريصة على سلامة جميع مرشحي الكتل السياسية ولا حقيقة لما يشاع بشأن تنفيذ قوات امنية عملية الدهم». ويخشى مواطنون ان تؤدي الاستفزازات المقابلة بين القوى المتنافسة في الانتخابات الى مزيد من العنف الذي تشهده المدينة المتنازع عليها بين الاكراد من جهة والعرب والتركمان من جهة أخرى.