يتنافس أربعة مرشحين على رئاسة حزب «العمال» البريطاني خلفاً لإد ميليباند، الذي استقال في الثامن من أيار (مايو) الماضي بعد الإخفاق في الانتخابات التشريعية. وسيكون من بين المرشحين جيريمي كوربن (66 سنة)، المرشح الطارئ والأوفر حظاً على رغم صعوده غير المتوقع، إلا أنه يتمتع بتأييد الناشطين والنقابات التي تريد انعطاف الحزب يساراً، لكن أفكاره أثارت حالاً من الهلع في أوساط قيادة الحزب، الذي يرى أن انتخابه سيبقي العماليين في المعارضة لسنوات. ويسعى كوربن إلى إلغاء سياسات التقشف وزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء، ومعاودة تأميم قطاعي السكك الحديد والطاقة. وتعتبر صحيفة «نيوستيتسمان» الأسبوعية، النائب عن دائرة «إيلنغتن نورث» اللندنية منذ 1983، «صورة نمطية ليسار شمال لندن»، ويتمتع بنمط حياة صحي. أما صحيفة «الإندبندنت» فاعتبرت أنه على رغم نجاحه خلال لقاءاته في جمع آلاف الأشخاص المتحمّسين، بدا أقل ارتياحاً في المناظرات مع خصومه، لكن خلافاً لما يريد هؤلاء تصوّره «ليس هناك أي مؤشر يدل على تراجع الدعم له». أما إيفيت كوبر (46 سنة)، فبدأت حملتها بحذر شديد اعتبره الإعلام البريطاني مبالغاً فيه ولا يثير حماسة الحشود، لكن يقول مراقبون أنه في موازاة صعود نجم كوربن صعّدت كوبر خطابها طارحة رؤية أوضح للمستقبل الذي تريده لحزبها، وتعهدت استقبال عشرة آلاف لاجئ سوري في مواجهة حكومة لم تتحرك، كل هذا جعلها المنافِسة الأكثر مصداقية لكوربن. وكانت كوبر السيدة الأولى التي تتولى وزارة الموازنة (2008 - 2010) قبل أن تصبح وزيرة للداخلية في حكومة ميليباند. وقالت صحيفة «الغارديان» أنها ستكون رئيسة «رائعة» لحزب لم ترأسه سيدة من قبل، لكنها تعاني مثل المرشح الآخر آندي بورنام، من تبعات توليها وزارة في حكومة غوردون براون المتّهم بإفراغ خزينة الدولة، عندما هرع لإنقاذ المصارف أثناء الأزمة المالية. والمرشح الثالث هو آندي بورنام (45 سنة) الطموح والأكثر خبرة، ففي منتصف آب (أغسطس) الماضي، صرّح متفاخراً: «أنا المرشح الذي يراه الناس قادراً على الفوز في الانتخابات التشريعية»، مستنداً إلى استطلاعات رأي أشارت إلى حصوله على دعم كبير في كتلة ناخبي حزب «العمال» وخارجها. منذ ذلك الحين، تراجعت شعبية المرشح الأكثر خبرة بين خصومه، سواء في استطلاعات الرأي أو في القلوب، بسبب الفارق الكبير الذي أحدثه امتناعه عن اتخاذ موقف في أي من الملفات. وقالت صحيفة «الإندبندنت» أنه «حاول إرضاء الجميع»، من رجال المال إلى أعداء التقشف مثل المدافعين عن هذه الإجراءات والنقابات معاً. وكان بورنام الذي تولى وزارات الصحة والثقافة والموازنة في الماضي، حاول قيادة الحزب في 2010 لكنه هزم أمام ميليباند. أما المرشحة الأخيرة فهي ليز كيندال (44 سنة)، فتعتبر المرشحة الأقرب بأفكارها إلى اليمين في مواجهة «اليساري» كوربن، وتتمتع بأقل الفرص للفوز في الانتخابات التمهيدية، وهي المرشحة المقربة من أوساط الأعمال، وكانت لفترة قريبة غير معروفة بين الناس، وتولّت وزارة الصحة العامة وشؤون المسنين في حكومة لميليباند، ويرى منتقدوها أنها تفتقر في شكل كبير إلى الخبرة السياسية، فيما يشيد أنصارها بنجاحها في تجاوز المواقف الحزبية لتخاطب البريطانيين مباشرة، وقالت أنها لن تساند كوربن إذا فاز.