تعهد الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني المعارض إد ميليباند الدفاع عن مصالح الطبقة المتوسطة التي وصفها بأنها «مطوقة». يأتي ذلك غداة انتخابه زعيماً للحزب بعد فوزه بفارق ضئيل على شقيقه ديفيد، وزير الخارجية السابق. وخلافاً لتكهنات حول كونه يسارياً «متشدداً» وصلت الى حد وصفه ب «إد الاحمر»، ابلغ الزعيم الجديد ل «العمال» هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انه ليس في صدد دفع الحزب نحو اليسار السياسي. وأكد انه لن يكافئ زعماء النقابات الذين ساهموا في فوزه، بالتخلي عن سياسات الحزب «الودية تجاه أرباب الاعمال». وفي مقال نشرته صحيفة «ذي صندي تلغراف» الصادرة امس، قلل إد ميليباند من اهمية الحديث عن ان «جيلاً جديداً عهد اليه مهمة تغيير الحزب». وقال ان «العمال» سيركز من الآن فصاعداً على «استحداث بديل»، لكنه سيدعم ايضاً الحكومة الائتلافية «عندما تكون على حق» في مسألة التقشف وخفض الإنفاق. وأوضح انه سيضع نصب عينيه هدف اعادة حزب العمال الى السلطة، واعترف بأن «ذلك سيكون تحدياً صعباً، وطريقاً طويلاً»، لكنه اكد ان الحزب «خطا الخطوة الاولى من خلال انتخاب زعيم ينتمي الى جيل جديد». وكان سباق زعامة الحزب شهد تنافس ثلاثة مرشحين آخرين لخلافة غوردون براون الذي استقال من رئاسة الحكومة وزعامة الحزب بعد هزيمته في الانتخابات العامة التي أُجريت في أيار (مايو) الماضي. وخاض كل من الأخوين ميليباند ومعهم ثلاثة مرشحين آخرين، هم إد بولز وآندي بورنهام وديان آبوت، حملات انتخابية انتهت بانتخاب إد ميليباند. يذكر أن إد ميليباند، البالغ من العمر 40 سنة، شغل منصب وزير الطاقة في الحكومة العمالية السابقة، كما شغل سابقاً منصب وزير البيئة. وكان شقيقه ديفيد ضمن تأييد غالبية نواب حزب العمال في مجلس العموم وأعضاء الحزب، لكن إد تفوق عليه في أوساط نقابات العمال والمنظمات التابعة لها من خلال نظام اقتراع الكلية الانتخابية المعتمد في الحزب. وتعهد إد ميليباند في خطاب الفوز بتوحيد حزبه، وخاطب المندوبين قائلاً: «يتعين أن يكون حزب العمال في المستقبل عربة لا تجتذب آلاف الشباب فحسب، بل عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الذين ينظرون إلينا على أننا صوتهم في السياسة البريطانية». وحيَّا إد أيضاً سلفيه في زعامة الحزب براون وتوني بلير، مضيفاً: «خسرنا الانتخابات على نحو خطير. ورسالتي إلى البلاد هي: أعلم أننا خسرنا الثقة، وأعلم أننا فقدنا التواصل، وأعلم أننا نحتاج إلى التغيير». وهنأت البارونة سعيدة وارسي، رئيسة «المحافظين»، الحزب الرئيس في الائتلاف الحكومي، إد ميليباند على فوزه بزعامة حزب العمال. لكن وارسي قالت ل «بي بي سي» إن فوزه يُعزى إلى أصوات نقابات العمال، معبّرة عن خشيتها من أن يؤدي ذلك إلى «هجر العمال موقع الوسطية».