حصل متابعو أخبار وزارة الخارجية الأميركية، على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، على السبق الصحافي حول زيارة وزيرة الخارجية «هيلاري كلينتون» إلى السعودية وقطر، قبل الإعلان الرسمي عنها، للمرة الأولى في تاريخ الديبلوماسية الأميركية. واستخدمت الوزارة «تويتر» و«مدونة» الوزارة على شبكة الانترنت، للإعلان عن الزيارة، وأبقت متابعيها على اطلاعٍ دائمٍ بأهم تفاصيل الرحلة التي انتهت مساء اول من أمس في مدينة جدة. وواصل «DipNote» (معرّف الخارجية الأميركية على «تويتر»)، تزويد المتابعين بإعلان وصول كلينتون إلى الدوحة، وخطابها في المنتدى الإسلامي - الأميركي، ولقائها نظيرها التركي أحمد داود أوغلو، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ومجموعات المجتمع المدني، إضافة إلى لقاء رئيس الوزراء القطري وزير خارجية قطر الشيخ جاسم بن حمد. وفي السعودية، لم ينتظر المتابعون طويلاً، فما ان شرعت الوزيرة الأميركية في لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في مزرعته في روضة خريم، حتى أشارت مدونة «تويتر» إلى أن الوزيرة كلينتون «للتو بدأت لقاءً مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز». وبعد لقاء خادم الحرمين الشريفين بخمس ساعات، ذكرت المدونة، أن مؤتمراً صحافياً يجمع وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والأميركية هيلاري كلينتون في الرياض، قبل أن تشير في وقت متأخر من مساء الاثنين، إلى أن كلينتون حطت في جدة، غرب السعودية. الوزيرة الأميركية، التي اختتمت زيارتها إلى السعودية كانت في حزيران (يونيو) الماضي، أشارت إلى أنها لم تكن تعرف الفرق بين «تويتر» (Twitter) موقع التواصل الاجتماعي، و«تويتر» (Tweeter) مُكبر الصوت المُصمم لإصدار الترددات العالية، وذلك في معرض دعمها للمعارضة الإيرانية التي أعقبت الانتخابات الإيرانية، وترشيح أحمدي نجاد رئيساً، والتي لعب موقع «تويتر» دوراً بارزاً في نقل وتزويد وسائل الإعلام بأحداث أخبار اعتصامات المتظاهرين في شوارع طهران إلى العالم، إلى جانب موقع «يوتيوب». الوزيرة نفسها، واجهت انتقادات متابعي إدارة حملتها الانتخابية لتمثيل الحزب الديموقراطي الأميركي في طريق الوصول إلى البيت الأبيض، إذ اكتفت بالإعلان عن نفسها وبرنامجها الانتخابي عبر الوسائل الإعلامية التقليدية، متجاهلة إلى حد كبير تطبيقات الانترنت التواصلية، مثل «تويتر»، و«ماي سبيس»، و«فيس بوك»، و«يوتيوب»، بخلاف منافسها باراك أوباما. ورصد المراقبون في نيسان (أبريل) 2008، متابعة أوباما لأكثر من 23 ألف شخص على موقع «تويتر»، فيما لم تتابع كلينتون أحداً على الموقع ذاته. وعلى رغم قناعة الجميع بصعوبة التواصل مع هذا الرقم الكبير من المتابعين، إلا أنه وفر لأوباما وسيلة رخيصة الثمن مقارنة بالإعلانات التلفزيونية الباهظة، وآليةً ناجحة لرصد ردود الأفعال، وتغيير وجهات النظر حيال الحملات والخطابات الانتخابية. والنتيجة؛ وصل أوباما إلى كرسي الرئاسة الأميركية، وبقيت كلينتون وزيراً للخارجية، تحاول إصلاح ما أفسده الدهر بتدوينات «وصلت إلى الدوحة» و«غادرت الرياض».