أعلن السودان وجنوب السودان أمس حرصهما على تجاوز القضايا العالقة ومعالجة الملفات الخلافية التي تعطل تطبيع العلاقات بينهما عبر المبادرة الروسية، قبل أيام من استضافة موسكو لقاء بين وزيري خارجية البلدين الخميس المقبل. وأبدت الخرطوم عدم رضاها حيال بطء تنفيذ اتفاقات التعاون مع دولة جنوب السودان، وقالت إن حزمة التفاهمات بين البلدين لم ينفذ منها سوى تلك الخاصة بتصدير نفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان في شرق السودان. وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور إن الاجتماع مع نظيره الجنوب سوداني برنابا بنجامين في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيناقش العلاقات التي «يفترض نظرياً أن تكون من أفضل العلاقات»، لكنه رأى أن «قضايا عدة لا تزال عالقة بين البلدين». وأشار إلى أن اتفاقات التعاون التسع التي وقعها الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ميارديت في أيلول (سبتمبر) 2012 لا تزال تراوح مكانها. وأعرب الناطق باسم وزارة خارجية جنوب السودان مايون ماكول عن تفاؤله بالمبادرة الروسية لتقريب وجهات النظر بين الجارين في بعض القضايا الخلافية العالقة، آملاً بأن يساعد الدور الروسي «على تنفيذ الاتفاق الأخير الذي تم بين حكومة جنوب السودان وزعيم المتمردين رياك مشار لإنهاء الحرب وإحلال السلام في دولة جنوب السودان». وأكد ماكول أن بلاده تسعى إلى «بناء علاقات على مستوى عالٍ مع روسيا، باعتبارها دولة مهمة ومحايدة في المنطقة». إلى ذلك، أغلقت قوات تابعة لجهاز الامن والاستخبارات السوداني طريقاً رئيساً يربط العاصمة بالولاية الشمالية، وأوقف منسوبها الرحلات لساعات عدة، ونهبوا ممتلكات مواطنين احتجاجاً على تأخر صرف أجورهم. وأفاد شهود بأن قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن أغلقت طريق الخرطوم - شندي - عطبرة قرب مصفاة الجيلي للنفط شمال الخرطوم، وأجبرت السيارات العابرة على الوقوف واستولت على ممتلكات المسافرين، كما هاجمت أيضاً أماكن لبيع الأطعمة ومتاجر قرب منطقة الجيلي، وشرعت في نهب محتوياتها من دون أن يتمكن أحد من اعتراضها. وقالت دائرة الإعلام في جهاز الأمن في بيان إن جنوداً تحت التدريب «أتوا بتصرفات غير مسؤولة في مواجهة بعض المواطنين ومستخدمي الطريق وتمت معالجة الأمر في زمن قياسي وإعادة الأمور إلى نصابها وتشكيل مجلس تحقيق للاستقصاء وتقديم المخالفين كافة إلى المحاكم العسكرية». واعتبرت ما حدث «تصرفاً عابراً لن يؤثر على مسيرة قوات الدعم السريع». من جهة أخرى، قالت وزارة الصحة السودانية إن 68 جريحاً يمنياً وصلوا إلى الخرطوم أمس لتلقي العلاج في إطار خطة الحكومة السودانية لاستقبال الجرحى اليمنيين الذين أُصيبوا في الحرب. ونُقل الجرحى فور وصولهم بسيارات الإسعاف التي كانت تنتظر في مطار الخرطوم الدولي إلى مستشفيين في العاصمة الخرطوم، وكان في استقبالهم وزيرة الدولة للصحة سمية إدريس ومسؤولون حكوميون آخرون. وقالت الوزيرة في تصريحات للصحافيين إن بلادها «جاهزة لاستقبال مئات من جرحى اليمن لتلقي العلاج». وكشفت وصول دفعة ثانية من الجرحى اليمنيين إلى الخرطوم خلال أيام.