غداة اتفاق المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على فرض حصص إلزامية على الدول الأوروبية لاستقبال المهاجرين وطالبي اللجوء، دعا أنطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أوروبا الى تعبئة «قصوى» للتعامل مع الأزمة، فيما جدد رئيسا وزراء هنغاريا فيكتور أوربان وإسبانيا ماريانو راخوي، التحذير من أن تحول الأوروبيين أقلية في قارتهم في ظل توقعات بتدفق عشرات ملايين المهاجرين إليها في الفترة المقبلة. (للمزيد). وقال غوتيريس إن الاتحاد الأوروبي يواجه «منعطفاً حاسماً» وانقسامه لن يصب سوى في مصلحة المهربين وتجار البشر. وأضاف أن الاتحاد بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين على الدخول بشكل قانوني، وتوفير نحو 200 ألف مكان لإيوائهم وفقاً لتقديرات مبدئية، إضافةً إلى دعم الدول التي تواجه ضغوطاً بسبب تدفق المهاجرين، مثل اليونان وهنغاريا وإيطاليا. وأبدى بعض القادة الأوروبيين تجاوباً مع هذه الدعوة، وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد لقائه نظيره البرتغالي بيدرو باسوس كويلو في لشبونة أمس، أن تستقبل المملكة المتحدة «آلافاً أخرى» من اللاجئين السوريين. كذلك، أعلن رئيس وزراء مقاطعة كيبك الكندية فيليب كويار الاستعداد لاستقبال «مئات وحتى آلاف» السوريين، داعياً الأحزاب الكندية إلى التعبير عن موقفها من هذه المسألة. وأعلنت صربيا أمس، استعدادها للبحث في استقبال حصة من المهاجرين لتشارك الاتحاد الأوروبي الذي تريد الانضمام إليه في تحمل هذا العبء. لكن غالبية المهاجرين بدت مصممة على التدفق إلى ألمانيا، إذ اقتحمت مئات منهم حواجز الشرطة الهنغارية على طريق سريع مؤدٍ إلى الحدود مع النمسا، في محاولة للوصول سيراً إلى الحدود الألمانية. ورفع مهاجرون صور المستشارة الألمانية أنغيلا مركل وهتفوا: «ألمانيا، ألمانيا». وأصدر البرلمان الهنغاري سلسلة من القوانين أمس، للسيطرة على تدفق المهاجرين إلى البلاد، مُنحت بموجبها الشرطة سلطات أوسع كما أقرت عقوبات صارمة تشمل فترات سجن عن العبور غير القانوني للحدود. وستجعل القوانين الجديدة عبور السياج أو محاولة تحطيم جزء منه، مخالفة جنائية يعاقب مرتكبها بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات. كما تتيح القوانين الجديدة تقديم طلبات اللجوء في نقاط العبور الحدودية وتسمح بالنظر فيها بصفة الاستعجال. في اليونان، أفاد ناطق باسم خفر السواحل بأن حوالى 200 مهاجر غير مسجلين كانوا يحاولون ركوب سفينة اشتبكوا مع الشرطة والقوات النظامية في جزيرة ليسبوس. ورشق المهاجرون الشرطة بحجارة، فأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كذلك تعرض مهاجرون معظمهم سوريون لهجمات في جزيرة كوس من جانب حشود غاضبة مناهضة للهجرة. بالتزامن، أعلنت منظمة الهجرة العالمية أن حوالى 30 شخصاً أبحروا من ليبيا فقدوا أول من أمس، في البحر بعد غرق زورقهم المطاطي. في الوقت ذاته، دعت حركة «النهضة» الإسلامية في تونس إلى توفير الظروف الملائمة لاستقبال اللاجئين السوريين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم. ودعت الحركة الجامعة العربية الى تحمّل مسؤولياتها في معالجة أزمة اللاجئين السوريين واستقبالهم وتوفير الحاجيات التي تحفظ كرامتهم.