كشفت زيارة خاطفة قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون لجدة أمس (الثلثاء)، في طريق عودتها إلى واشنطن بعد محادثات أجرتها في الدوحةوالرياض أن السيدة الأولى السابقة تربطها علاقة حميمة مع التعليم وقضاياه. ويبدو أن تلك العلاقة لا تجد فرصة للظهور مع انغماس كلينتون في السياسة الخارجية وما تجره من رحلات في أرجاء العالم. فقد زارت كلينتون أمس كلية «دار الحكمة» في جدة، وأثارت إعجاب طالباتها بحرصها المعهود على أناقتها، وابتسامتها التي لم تنجح في إخفاء صرامتها وتحديها لما يعوق مسيرتها. واستطاعت الوزيرة أن تلبي رغبة سامعاتها في تعليقاتها السياسية باعتبارها وزيرة خارجية أقوى دولة في العالم، لتتيح لهن بذلك فرصة العمر في معايشة كيف تبني القوى العظمى الوحيدة ذرائعها لإرغام إيران على قبول الرغبات الأميركية. لكنها أتاحت فرصة كافية لاهتمامها بالتعليم. وبدأت بالقول إنها سمعت على مدى سنوات عن كلية «دار الحكمة». وأضافت أنها سعدت كثيراً بزيارتها لجدة كوزيرة للخارجية وسيدة أولى سابقة وعضوة في مجلس الشيوخ. وقالت: «زرت أماكن كثيرة في العالم ولم أجد كل هذا الاهتمام بتربية وتعليم الفتيات متوافراً». وأشادت كلينتون بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واهتمامه بمسيرة تعليم البنات في السعودية. وقالت إن الكثير من الدول لم تول اهتماماً كبيراً مماثلاً لتعليم المرأة كما تفعل السعودية. وشددت الوزيرة الأميركية على «أن المرأة استثمار مهم لكل مجتمع». وأكدت أهمية التربية والتعليم لشحذ الطاقات لبناء حضارة البلاد. وقالت: «هناك فرص لتحقيق الأحلام والطموحات حين نتعلم». وأكدت كلينتون أن ما تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين من أجل المرأة «مهم جداً لها ولما وراء حدودها»، وإن إنشاء جامعة الأميرة نورة في الرياض وتسميتها على امرأة هو أكبر دليل على النهوض بالمرأة وبتعليمها وتثقيفها. وقالت إن محادثاتها مع الملك عبدالله التي استمرت نحو ثلاث ساعات (الاثنين) تطرقت «بشكل معمق إلى التبادل التعليمي بين السعودية وأميركا». وأوضحت أن العلاقات والمحادثات السابقة عادت بعدد المبتعثين السعوديين إلى الولاياتالمتحدة إلى نسبته السابقة لوقوع هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، «لكن هذا لا يكفيني، إذ أطمح إلى مزيد من التبادلات في المسارين التعليمي والأكاديمي». وأكدت كلينتون أن واشنطن تسعى إلى الوفاء بوعود الرئيس باراك أوباما لبداية عهد جديد مع شعوب المنطقة العربية مبني على الاحترام والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة لما فيه مصلحة الانسانية واستقرار العالم. وحرصت السيدة الأولى السابقة على توقيع «الأوتوغرافات» للطالبات اللاتي تقاطبن للفوز بتوقيعها. وصفقت الطالبات طويلاً حين استشهدت الوزيرة في حديثها ببيت أمير الشعراء أحمد شوقي: «الأم مدرسة إذا أعددتها/ أعددت شعباً طيب الأعراق». كلينتون لطالبات في جدة: إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم حالياً