أثار استطلاع للرأي أجراه «مركز بيو» الأميركي حول آداب استخدام الهواتف الذكية، سجالاً على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إذ لم يتفق المشاركون في النقاش على كيفية وتوقيت استخدام تلك الهواتف. وجاء في نتائج الاستطلاع، الذي شمل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، أن غالبية المستطلعين يتفقون على سلسلة من الاداب حول كيفية وتوقيت استخدام الهواتف الذكية في الأماكن العامة والخاصة، وأن حوالى 80 في المئة منهم يستخدمون هواتفهم وهم يمشون في الطرق، فيما يرسل معظم الشباب صوراً وتغريدات ويتصفحون الانترنت أثناء وجودهم في الأماكن العامة. وظهر من الاستطلاع أن أكثر من نصف المشاركين لا يمانعون إرسال رسائل أمام الأهل والأصدقاء، في حال كانت الرسائل مهمة، بالإضافة إلى استخدام الهواتف لالتقاط الصور والتسجيلات والرد على المكالمات أينما كانوا، لكنهم يرفضون استعمال الهواتف أثناء وجبات الطعام، سواء كانت في البيت أم في المطاعم، في وقت يعتبر فيه جزء مهم من الشباب (18-29 عاماً) استعمال الهواتف في المطاعم أمراً طبيعياً. واتفقت الغالبية على عدم جواز استعمال الهواتف لتصفح الانترنت، من دون سبب محدد، خصوصاً أثناء وجوده المعنيين مع أشخاص أخرين، لكن الغالبية توافق على ذلك في حال احتاج أحدهم البحث عن معلومات تتعلق بالحديث. وذكرت «واشنطن بوست»، التي نشرت نتائج الإستطلاع، أن الآداب الاجتماعية طالما تفاعلت مع تطور التكنولوجيا، مؤكدة أن الفهم الاجتماعي للهواتف النقالة يتغيّر، إذ كانت الهواتف تُعدّ أدوات شخصية، لكنها تُعتبر حالياً وسائل اجتماعية. وانتقد دايفيد موريل مستخدمي الهواتف الذكية بكثرة، قائلاً: «أفضّل الزمن الذي كان الناس يدخنون فيه أثناء تجمعاتهم»، وأكد جورج أمادي أنه «في حال كان الاستطلاع دقيقاً، فهذا يؤكد المقولة إن الانسان هو العدو الأول لنفسه»، فيما دعت ديلا مور مستخدمي الهواتف بكثرة إلى «تركها جانباً في حال أردتم إشعار الاشخاص الذين تلتقون بهم بأنهم مهمون، وأن الحديث معهم ممتع». وأشارت آريانا كولنس من جانبها، إلى أن «استعمال الهواتف في أي وقت مشروع، لأن المقالات التي أقرأها أكثر متعة من معظم الاشخاص الذي التقي بهم»، مضيفة أنها لا تعير اهتماماً إلى إمكان أن يُعدّ ذلك تصرفاً غير مهذب «خصوصاً وأني لا أريد الاختلط بهم»، فيما قال كاميرون ميلر: «سأستعمل هاتفي في أي وقت أردت». وتساءل تشارلز سينكلير عن كيفية تحول إجماع البعض على ظاهرة اجتماعية إلى فرضها عُرفاً شعبياً على الجميع، مضيفاً «من يضع هذه القواعد الاجتماعية؟ المحكمة العليا؟ البابا؟ الأمم المتحدة؟ لا أعرف، لكن يبدو أن المجتمع يتبعها».