خففت لمياء 37 سنة من استعمال هاتفها الذكي في تصفح آخر الأخبار عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعية الموجودة على هاتفها، وذلك لأنها وجدت أن ذلك يلهيها عمن حولها بشكل كبير. وتقول: «كنت معظم الوقت أتفقد موقع التواصل «تويتر»، لأرى ما فيه من أخبار جديدة وتطورات في مختلف الأمور»وتضيف أنها انجذبت لتتبع هذه الأخبار لدرجة أنها تقضي معظم يومها من دون أن يفارق الهاتف يدها، فتقضي جل وقتها بالمنزل في محادثة ومناقشة الموجودين معها في هذا الموقع. في الأماكن العامة تجد لمياء في هاتفها خير جليس ومؤنس، فلا تمر لحظة صمتٍ أو ملل إلا ويقطعها تصفح موقع أو قراءة خبر، غير أن الحال تبدلت بعد فترة، «وجدت من حولي يتضايقون مني لانشغالي عنهم ومن ضمنهم أولادي الذين احتجوا بأنهم كل ما أرادوا التحدث معي وجدوني منشغلةً مع هاتفي، فقللت من استخدام هاتفي لهذه الأغراض، فأصبحت أتصفح موقع التواصل من خلال «الكمبيوتر» الخاص بي، ولا أفعل ذلك من خلال هاتفي سوى مرتين في اليوم». تلك الحال انسحبت على زوج لمياء الذي أدمن استخدام هاتفه الذكي لتصفح وتتبع آخر الأخبار و التعليق عليها من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». ولمياء وزوجها ليسا الوحيدين اللذين أشغلهما تصفح الهاتف الذكي الخاص، وأصبح القناة المفضلة للنقر على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمنتديات الالكترونية، إذ أصبح مألوفاً رؤية الناس في مجالسهم، أو في المطاعم المقاهي، وهم منشغلون ب«تقليب» هواتفهم، إما في التحدث مع الأصدقاء من خلال تطبيقات المحادثة المختلفة، أو تصفح مواقع التواصل المختلفة لمعرفة آخر الأخبار و التفاعل معها. فيما تجد بعضاً منهم نشيطاً في تدوين ما يحدث له خلال ساعات يومه في هذه المواقع ليتلقى بعد ذلك تفاعلاً من الآخرين. وتجد إيمان نفسها في موقع التواصل «تويتر»، فهي تحب أن تشرك الناس في يومياتها وأفكارها. وتقول: «عندما أتعرض لمشكلة، فلا أجد أفضل من «تويتر» للكتابة عنها، وذلك لأنه من الممكن أن يتفاعل الناس معي و يقترح أحدهم علي حلاً ما لمشكلتي، ويعجبني التفاعل التي يتبع ذلك»، مشيرةً إلى أن الناس في هذا الموقع عادةً لا يعرفون بعضهم، ما يدفعها بأن تبوح بكل ما يدور في خلدها على عكس ما يحصل في الحياة الواقعية. ويتواصل هاشم (27 سنة) مع الآخرين من خلال هاتفه الذكي، حتى إن كان مع أصدقائه أو أهله في مطعم. ويقول: «الأشخاص الذين يتحدث معهم من طريق هاتفه هم أصدقائي أيضا و يجب أن أرد عليهم عندما يهاتفونني، خصوصاً أن هناك خاصية في برامج المحادثة ، تتيح للمرسل معرفة أنني قرأت رسالته». وأضاف: «من العيب أن يرى أحدهم أنني قرأت رسالته و تجاهلته، و أحياناً تردني أسئلة و استفسارات مهمة يجب أن أرد عليها، الأمر الذي يجعلني استخدم هاتفي في التواصل حتى وأنا مع أصدقائي». أما داليا (26 سنة) فهي تستخدم هاتفها الذكي بكثرة أثناء تواجدها في المنزل فقط، متنقلةً مابين «تويتر» أو «فيسبوك» و «يوتيوب» لمشاهدة «الفيديوهات» الجديدة، وهي تشير إلى أنها في حالة بحثٍ دائمة عن التطبيقات الجديدة الموجودة لتحميلها على هاتفها. وترفض داليا استخدام هاتفها الذكي عندما تكون بصحبة صديقاتها في أحد المطاعم أو المقاهي إلا في حالات السأم والملل التي قد تصيبها في بعض الأوقات.