لا شك أن تصفح الانترنت في أماكن العطلات والمصايف ينطوي على بعض الخطورة مما يستلزم اتخاذ إجراءات وقائية أساسية للحيلولة دون التعرض لأي مشكلات. وربما كان من الممكن في الماضي أن يستغني المرء عن استعراض بريده الإلكتروني لمدة أسبوعين، ولكن هذه الإمكانية لم تعد متاحة بالنسبة للكثيرين في الوقت الحالي. وقد يضطر المستخدم إلى اللجوء إلى إحدى مقاهي الانترنت بغرض استعراض بريده الإلكتروني، وتنطوي هذه المسألة على بعض المخاطر حيث أن كثير من هذه المقاهي تحتوي على أجهزة كمبيوتر عتيقة ومن الصعب تحديد ما إذا كانت برامج مكافحة الفيروسات والجدران النارية على هذه الأجهزة يتم تحديثها بشكل منتظم أو لا. بل إن بعض هذه الأجهزة ربما يحتوي على برامج تجسس وأحصنة طراودة مما يسمح بتعقب جميع أنشطة المستخدم على الكمبيوتر، وهو ما قد يسمح لأي شخص يجلس على جهاز الكمبيوتر بعد ذلك بفتح البريد الإلكتروني الخاص بالمستخدم الأول. ويحذر المكتب الاتحادي الألماني لأمن المعلومات المستخدم من كتابة أي معلومات أو بيانات شخصية على مثل هذه الأجهزة غير المأمونة، أي أنه ينبغي عدم إجراء أي معاملات بنكية إلكترونية أو عمليات تسوق على الانترنت على هذه الأجهزة. وقد تراجع الإقبال على استخدام مقاهي الانترنت في الآونة الأخيرة في ظل انتشار أجهزة الهواتف الذكية والكمبيوترات الدفترية صغيرة الحجم التي يمكن اصطحابها إلى المصايف دون عناء. وتوفر بعض شركات الاتصالات عروضا تتيح للمستخدم الدخول على شبكة الانترنت أثناء سفره لقضاء عطلة في الخارج نظير رسوم يومية أو أسبوعية ميسرة. ومن الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لتصفح الانترنت في حالة توافر جهاز كمبيوتر أثناء قضاء العطلة الشبكات المحلية اللاسلكية (واي فاي)، ولكن ينبغي البحث عن شبكة آمنة مثل الشبكات التي توفرها بعض الفنادق والمنتجعات لنزلائها. ولابد في هذه الحالة من تنشيط برامج مكافحة الفيروسات والجدران النارية الموجودة على جهاز الكمبيوتر أثناء تصفح الانترنت على هذه الشبكات العامة للحيلولة دون تعرض الكمبيوتر للاختراق. وفي هذا السياق، يتعين أيضا توخي الحذر من الشبكات المحلية اللاسلكية الموجودة في الأماكن العامة مثل المطارات والمطاعم، وينبغي أن يأخذ المستخدم في اعتباره أن "أي شخص يحمل جهاز كمبيوتر ويجلس على بعد عدة أمتار منك يستطيع التسلل إلى الكمبيوتر الخاص بك لو كان لديه البرنامج المناسب" حسبما تقول شركة "كاسبرسكي لاب" الروسية المتخصصة في برامج مكافحة الفيروسات.