اقرّت حركة «طالبان» الأفغانية بأنها أخفت خبر وفاة زعيمها السابق الملا محمد عمر أكثر من سنتين، حفاظاً على زخمها على الأرض ضد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) التي كانت تستعد لسحب جنودها بحلول نهاية 2014. وواصلت الحركة حتى تموز (يوليو) الماضي إصدار بيانات وتصريحات منسوبة إلى الملا عمر الذي لم يُشاهد علناً خارج دوائر الحركة منذ أن أطاح ائتلاف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظام طالبان الحركة نهاية عام 2001. ثم أكدت في 30 تموز وفاته بعد إعلان أجهزة الاستخبارات الأفغانية، في بيان مفاجئ، أنه توفي في مستشفى بكراتشيجنوبباكستان في 23 نيسان (أبريل) 2013. واعترفت الحركة للمرة الأولى في بيان الإثنين، بوفاة الملا عمر في هذا التاريخ، مشيرة إلى أن «أعضاء قدامى في المجلس الأعلى للحركة والمسؤولين الدينيين اتفقوا على إخفاء نبأ الوفاة المفجع لأسباب عدة أهمها أن العام 2013 كان سنة محورية لاختبار قواتنا في مواجهة جنود الحلف». ويحاول الزعيم الجديد للحركة الملا أختر منصور ترسيخ سلطته في وقت ينتقد العديد من قادتها تعيينه في عملية سريعة جداً لم تحظ بإجماع، ويأخذون عليه إخفاءه لفترة طويلة وفاة الملا عمر. وكانت طالبان أجرت في تموز مفاوضات سلام ضعيفة مع كابول، وعقد أول اجتماع مباشر بين الطرفين في مدينة موري الباكستانية بإشراف مسؤولين باكستانيين وأميركيين وصينيين. لكن إعلان وفاة الملا عمر والخلافات حول خلافته أرجأت الاجتماع الثاني إلى أجل غير مسمى. في باكستان، اقتحم مسلحون مطار جيواني النائي في إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، ما أدى الى مقتل مهندسَين، وتدمير نظام الرادار. وأوضح الناطق باسم حكومة الإقليم جان محمد بوليدي أن أكثر من عشرة رجال مسلحين على دراجات نارية اقتحموا غرفة التحكم وأحرقوها». ولا تسير رحلات إلى مطار جيواني منذ أن علقت الخطوط الدولية الباكستانية الرسمية الخدمات هناك منذ أعوام، لكن مجموعة من العاملين في مجال الطيران المدني يستخدمون أنظمة الرادار والملاحة الجوية لمساعدة الطائرات التي تعبر أجواء المنطقة. ويقع المطار في منطقة جوادار التي تضم ميناءً استراتيجياً يحمل الاسم ذاته ويمثل أهمية لممر اقتصادي مزمع بين الصينوباكستان يربط الميناء بمنطقة شينغيانغ غرب الصين بكلفة 46 بليون دولار. وكان مقاتلو «طالبان باكستان» هاجموا العام الماضي مطار كراتشي الدولي، ما أدى إلى مقتل 34 شخصاً في معركة استمرت خمس ساعات. على صعيد آخر، رفض قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف، خلال لقائه مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس في مقر قيادة الجيش بمدينة راولبندي، زعم واشنطن ان قوات بلاده غضت النظر عن نشاطات «شبكة حقاني» المتفرعة من «طالبان» في مناطق القبائل (شمال غرب)، أو طالبتها بالانسحاب من هذه المناطق قبل تنفيذ عمليات عسكرية فيها صيف العام الماضي. وأكد الجنرال شريف إن مسؤولية الأمن والاستقرار في افغانستان «لا تتحملها باكستان وحدها بل تخصّ سلطات كابول اولاً، ثم قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان، وبعدها دول الجوار». وتهدّد واشنطن بقطع مساعدات عسكرية قيمتها مئات ملايين الدولارات عن الجيش الباكستاني. وألزم الكونغرس وزير الدفاع اشتون كارتر بالإدلاء بشهادة حول تنفيذ الجيش الباكستاني ما يجب ان يفعله لمحاربة الجماعات المسلحة في مناطق القبائل وأراضي باكستان، من اجل الإفراج عن أموال المساعدات.