واشنطن، إسلام آباد، كابول، لندن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أكد مسؤولان أميركيان رفضا كشف اسميهما اعتقال الملا عبدالغني برادر، الرجل الثاني في حركة «طالبان» الافغانية وأحد قادتها العسكريين البارزين، وذلك في عملية سرية مشتركة نفذها عملاء الاستخبارات الباكستانية والأميركية معاً في مدينة كراتشيجنوبباكستان، ما يشير الى وجود مستوى جديد من التعاون بين الاستخبارات الباكستانية والاميركية، وحصول تحول جذري في سلوك باكستان التي دعمت «طالبان» الأفغانية سنوات كي تستخدمها لتحقيق توازن مستقبلي في مواجهة الهند. ونفت «طالبان» هذه المزاعم، مؤكدة وجود الملا برادر في أفغانستان ومواصلته تنظيم نشاطاتها العسكرية والسياسية. وصرح الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد بأن الغرب يريد نشر هذه الشائعة لصرف اهتمام الناس عن هزائم قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في مرجه بولاية هلمند جنوبافغانستان، واثارة بلبلة لدى الرأي العام. ووصف احد المسؤولين الأميركيين الاثنين اعتقال برادر (42 سنة) بأنه «رائع»، في وقت تقود قوات مشاة البحرية الاميركية (مارينز) العملية الأكبر ضد مقاتلي الحركة في مرجه، من دون ان يستبعد ان يؤمن الاعتقال نافذة تقود إلى توقيف مسؤولين بارزين آخرين، وتساهم في تحديد مكان اختباء الملا عمر. لكنه استدرك بأن الحركة تملك قدرة مدهشة على النهوض مجدداً والتكيف مع الوقائع الميدانية الطارئة. واعتبر بروس ريدل، العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي أي) الذي أشرف على مراجعة سياسة واشنطن تجاه أفغانستانوباكستان العام الماضي، إن «اعتقال برادر قد يصيب عمليات طالبان العسكرية بالشلل على المدى القصير على الأقل، خصوصاً انه يشرف على عملياتها في المنطقة الرئيسية لنشاطها جنوبأفغانستان وغربها، وساعد في إعداد مدوّنة سلوك للمقاتلين تعطي إرشادات محددة لتفادي قتل المدنيين وكيفية الفوز بقلوب وعقول القرويين». وأوضح كمران بخاري، المدير الإقليمي لمجموعة «ستراتفور» للمعلومات، ان الملا برادر مساعد رئيسي لزعيم طالبان الملا محمد عمر الذي اطلق عليه اسمه (الأخ)، وتقرب من زعيم تنظيم «القاعدة» أسامه بن لادن قبل هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. و «هو شخصية نافذة في المجلس العسكري ومجلس القيادة في الحركة» الذي يعرف باسم مجلس شورى كويتا. واستناداً الى تقرير نشرته مجلة «نيوزويك» العام الماضي، يشارك برادر في اختيار قادة «طالبان» أو عزلهم ويسيطر على خزانة الحركة. وينظر اليه باعتباره زعيماً عادلاً ذي شخصية جذابة وقادر على كبح جماح قادة الميدان. وربما يؤدي ابتعاده عن الساحة الى نشوب خلافات بين قادة الحركة حول أموال المخدرات وخطط الابتزاز، ما قد يستغله الأميركيون والحلف الأطلسي (ناتو) لتحقيق مكاسب عسكرية. وكشف مسؤول سابق في «طالبان» ان الملا برادر لم تكن علاقته طيبة بالحكومة الباكستانية المدعومة من الولاياتالمتحدة، والتي تمثل طرفاً إقليمياً قوياً وتملك علاقات استراتيجية بمتمردين يحاربون القوات الغربية في أفغانستان. وأوضح ان الملا عمر بعث عبر الملا برادر كل رسائله العسكرية والسياسية إلى قادة الميدان في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة. عملية مرجه على صعيد آخر، وصف قائد اركان الجيوش البريطانية الجنرال جوك ستيروب مقتل 12 مدنياً افغانياً خلال عملية مرجه بأنه «نكسة خطرة جداً لقوات الحلف الاطلسي، لكنها ليست امراً لا يمكن تجاوزه. والأكيد ان الأفغان انفسهم يضطلعون بدور اساسي في هذا الصدد». جاء ذلك غداة اعلان الحلف الاطلسي مسؤوليته عن مقتل المدنيين بصاروخين اخطآ هدفهما حين كانت قوات الاطلسي تتعرض لوابل من الرصاص في منطقة ناد علي بولاية هلمند. وحذر قائد الاركان البريطاني ايضاً من التسرع في تقويم نتائج الهجوم. وقال: «انها عملية صعبة جداً، ونحتاج الى وقت لاقناع سكان المنطقة بتأييد الحكومة الافغانية».