أكدت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس خلال لقائها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الولاياتالمتحدة في إسلام آباد أمس، ضرورة بذل الحكومة والجيش في باكستان جهوداً أضافية لمكافحة الجماعات المسلحة وهجماتها في البلاد أو في افغانستان المجاورة، في وقت تهدد واشنطن بوقف 300 مليون دولار مساعدات للجيش الباكستاني في حال فشل في اجتثاث مراكز «شبكة حقاني» المتفرعة من حركة «طالبان» في اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، أو محاربة الجماعات المسلحة. ونقلت رايس دعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى شريف لزيارة البيت الأبيض في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وكانت واشنطن تراجعت الصيف الماضي عن تهديدها بقطع كل المساعدات العسكرية للجيش الباكستاني والتي تناهز 950 مليون دولار، بعدما أطلق عمليات واسعة في شمال وزيرستان أثمرت تدمير مراكز للجماعات المسلحة. لكن الادارة الأميركية غير مقتنعة باستهداف الجيش الباكستاني «شبكة حقاني» مباشرة. وتسعى واشنطن ايضاً الى إقناع إسلام آباد بممارسة ضغوط اضافية على القيادة الجديدة ل «طالبان» الأفغانية لمواصلة الحوار مع كابول، بعدما عقد الطرفان جلسة أولية مطلع تموز (يوليو) الماضي قبل ان يتجمد الحوار اثر إعلان وفاة زعيم الحركة الملا محمد عمر. وحض شريف الولاياتالمتحدة على إبقاء المساعدات العسكرية والاقتصادية لبلاده وفتح السوق الأميركية أمام مزيد من البضائع الباكستانية وزيادة حجم التجارة بين البلدين. وأورد بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء ان «رايس أبدت تقديرها العميق للتضحيات التي قدمتها باكستان في مساعي استئصال الإرهاب والتطرف والنجاح الذي تحقق حتى الآن». وكان لافتاً نفي مسؤول اميركي بحث رايس التوتر المتزايد بين باكستانوالهند والذي ادى الى الغاء محادثات سلام بينهما مقررة مطلع الأسبوع الماضي. وقُتل تسعة أشخاص خلال تبادل النار على طول حدود اقليم كشمير المُتنازع عليه بين البلدين أول من أمس، فيما أعلنت باكستان انها تملك ادلة على تورط الاستخبارات الهندية بتفجيرات في مدينة كراتشي (جنوب) وانغماسها في دعم متمردين اقليم بلوشستان (جنوب غرب) المضطرب. في المقابل، تعارض الهند مشروعاً لإنشاء خط تجاري بري بين الصين وميناء جوادور الباكستاني على بحر العرب، إذ تعتبر انه يضر بمصالحها الاستراتيجية ويقوي باكستان، ويعطيها أفضلية في مجالات عدة. في أفغانستان، استعادت القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي من مقاتلات الحلف الأطلسي (ناتو) منطقة قلعة موسى الاستراتيجية في ولاية هلمند (جنوب)، بعد أيام من المعارك الطاحنة مع متشددي «طالبان». وأعلنت وزارة الدفاع مقتل وجرح 220 متشدداً في المعارك المستمرة منذ اعلان «طالبان» سيطرتها على المنطقة الأربعاء الماضي، ما شكل اكبر ضغط على القوات الحكومية منذ انسحاب معظم القوات القتالية للحلف في نهاية 2014. وأعلن الناطق باسم الحلف برايان تريبوس إن طائرات أميركية نفذت 18 ضربة جوية خلال اسبوع لمحاولة طرد «طالبان» من المنطقة، كما قدم جنود أجانب مساعدة على الأرض.