وصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اتفاقاً أبرمته الكوريتان هذا الأسبوع وأنهى فتيل «حرب»، بأنه «تاريخي» يمهد لتحسين العلاقات، لكنه اعتبر أن «قوة الردع النووي» التي تملكها بيونغيانغ أتاحت التوصل إليه. وكانت سيول أعادت قبل أسبوعين، تشغيل مكبرات للصوت تبثّ دعاية، بعد 11 سنة على توقيفها، رداً على بتر أطراف جنديِّين كوريين اثر انفجار ألغام أرضية في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين. وطالبت سيول باعتذار، فيما نفت بيونغيانغ ضلوعها بالانفجارات، وأطلقت صاروخاً على مكبّر للصوت، ما حدا بالجنوب الى إطلاق قذائف، وسط تهديدات متبادلة ب «حرب». وبعد مفاوضات ماراثونية في قرية بانمونجوم الحدودية، توصل الجانبان الى اتفاق ينهي الأزمة، أعربت بيونغيانغ بموجبه عن «أسف» للانفجارات، فيما أوقفت سيول بثّ مكبرات الصوت. كما اتفق الجانبان على العمل لاستئناف جمع شمل عائلات فرّقتها الحرب الكورية (1950-1953)، منذ الشهر المقبل. وسيجري البلدان أيضاً مفاوضات لمناقشة قضايا، من اجل تحسين العلاقات. وقال كيم إن «البيان المشترك الذي نُشر في المحادثات، أتاح فرصة تاريخية حاسمة لنزع فتيل توتر عسكري خطر، ووضع العلاقات الكورية على مسار المصالحة والثقة». واستدرك خلال اجتماع للجنة العسكرية المركزية أن الاتفاق «لم يتم التوصل إليه بأي حال على طاولة المفاوضات، بل بفضل قوة عسكرية ضخمة وردعنا النووي الدفاعي». واعتبر أن الأولوية الآن تتمثل في مواصلة جهود تعزيز القدرات العسكرية لكوريا الشمالية، لافتاً الى أن «المبادرة الكورية الشمالية أتاحت السيطرة على الوضع الذي كان على بعد خطوات من حرب». وأوحت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن كيم أمر بعملية تطهير بعد الأزمة، اذ أفادت بأن اللجنة العسكرية المركزية التي تُعد أعلى هيئة عسكرية في حزب العمال الشيوعي الحاكم في الدولة الستالينية «أقالت أعضاء في اللجنة المركزية العسكرية، وعيّنت أعضاء آخرين وعالجا مسائل تنظيمية». في المقابل، نفذت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناورات مشتركة تشمل محاكاة هجوم في أراضي كوريا الشمالية. وبثّ التلفزيون الرسمي الكوري الجنوبي المناورات في شكل مباشر، ظهرت خلاله الرئيسة بارك غيون هي وقادة عسكريون يتابعون التدريبات التي تُنفذ على بعد نحو 20 كيلومتراً من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، ويشارك نحو ثلاثة آلاف جندي كوري جنوبي وأميركي ونحو مئة دبابة ومصفحة و120 مدفعية ثقيلة و45 مروحية واكثر من 40 مقاتلة.