أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون جيشه بأن يستعد ل «حرب»، إثر تبادل الكوريتين قصفاً مدفعياً، بعدما أنذرت بيونغيانغ سيول بوقف بثّ دعاية مناهضة لها بحلول اليوم. لكن الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي أمرت جيشها بردّ قوي على أي استفزازات من الشطر الشمالي. والإنذار الذي وجّهته الدولة الستالينية تنتهي مهلته عصر اليوم. وكانت سيول استأنفت بثّ دعاية مناهضة لبيونغيانغ، عبر مكبرات صوت على الحدود، بعد توقف الجانبان منذ العام 2004، بعد تفجير ألغام أرضية أدت الى بتر أطراف جنديَّين كوريين جنوبيين، وبدء مناورات عسكرية كورية جنوبية- أميركية ضخمة. واتهمت سيول بيونغيانغ بزرع الألغام، لكن الشمال نفى الأمر، مهدداً بقصف مكبرات الصوت. ورفضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الإنذار، مؤكدة أن مكبرات الصوت ستواصل البثّ. وتبادلت الكوريتان الخميس قصفاً مدفعياً على الحدود، بعدما أطلقت بيونغيانغ صاروخاً على مكبر للصوت. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن «كيم جونغ أون أصدر، كونه القائد الأعلى لجيش الشعب الكوري، أمراً بدخول الوحدات المشتركة لجيش الشعب الكوري في الجبهة الأمامية في حال حرب، لكي تكون على أتم الاستعداد للقتال ولشنّ عمليات مباغتة». وأشارت إلى أن القرار اتُخذ أثناء اجتماع طارئ للجنة العسكرية المركزية التي يرأسها كيم، وضع الجيش في «وضع الاستعداد المسلح الكامل لحرب»، مضيفة أنه أعلن «حالة شبه حرب» في مناطق الجبهة. ووافقت اللجنة المركزية العسكرية الكورية الشمالية على الإنذار وعلى خطط ل «توجيه ضربات انتقامية وشنّ هجوم مضاد على طول الحدود». وشددت على أن الوضع لن يهدأ، إذا لم توقف سيول مكبرات الصوت. وأضافت أن لدى قادة الجيش الكوري الشمالي توجيهات بالاستعداد ل «تدمير أدوات الحرب النفسية»، في إشارة الى مكبرات الصوت، والرد على أي «هجمات مضادة» محتملة. في المقابل، حضت رئاسة الأركان الكورية الجنوبية الجيش الكوري الشمالي على «الامتناع عن أي عمل متهوّر». وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية: «تفجير ألغام أرضية وقصف غير قانوني من كوريا الشمالية، يشكلان استفزازات خطرة. نحض كوريا الشمالية على أن تكف تماماً عن أفعالها المتهورة والمتسرعة. نحن في أعلى حالات التأهب، وجاهزون تماماً لأن نردع بقوة الاستفزازات المتهورة من كوريا الشمالية». ورجّح بايك سيونغ جو، نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي، أن يطلق الشمال النار مكبرات للصوت في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين. وزارت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي موقعاً للقيادة العسكرية في يونغين، حيث اطلعت على الاستعدادات العسكرية، يرافقها وزير الدفاع هان مين كو ومدير مكتب الأمن القومي كيم كوان غين. كما ترأست اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، وأمرت الجيش ب «الحفاظ على وضع رد الفعل السريع، تحسباً لمزيد من الاستفزازات». وخاطبت العسكريين قائلة: «إذا حدث هذا الأمر، أريد منكم أن تقوموا بالعمل أولاً، ثم تبلغون لاحقاً». وأشارت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء بأنها المرة الأولى التي تستخدم فيها بيونغيانغ مصطلح «حالة شبه حرب»، منذ قصف الشمال جزيرة كورية جنوبية عام 2010، ما أسفر عن مقتل جنديَّين ومدنيَّين. في بروكسيل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلق من التوترات المتزايدة على الحدود» بين الكوريتين، ودعا الجانبين الى «تجنب الاستفزازات».