أوقفت سيول أمس، مكبرات صوت تبثّ دعاية على الحدود مع كوريا الشمالية، بعد توصّل الشطرين الى اتفاق لنزع فتيل أزمة كادت تؤدي الى «حرب» في شبه الجزيرة. وكانت سيول أعادت تشغيل مكبرات الصوت قبل أسبوعين، بعد 11 سنة على توقيفها، رداً على بتر أطراف جنديَّين كوريين إثرانفجار ألغام أرضية في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين. وطالبت سيول باعتذار، فيما نفت بيونغيانغ ضلوعها في الانفجارات، وأطلقت صاروخاً على مكبّر للصوت، ما حدا بالجنوب الى إطلاق قذائف، وسط تهديدات متبادلة ب «حرب». وبعد أكثر من 40 ساعة من مفاوضات مكثّفة في قرية بانمونجوم الحدودية، بين مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي كيم كوان جيم، ونظيره الكوري الشمالي هوانغ بيونغ سو، توصّل الجانبان الى اتفاق ينهي الأزمة. وأعربت بيونغيانغ عن «أسف» للانفجارات، فيما أوقفت سيول بثّ مكبرات الصوت. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن قواتها ستبقى في حال تأهب، الى حين تأكيد إلغاء الشمال «حالة شبه الاستعداد للحرب» التي أمر بها الزعيم كيم جونغ أون. وقال ناطق باسم الوزارة: «أوقف جانبنا مكبرات الصوت، وسنبقي على حال تأهب، فيما نراقب تحركات الجنود الكوريين الشماليين. سيستغرق انسحابهم وقتاً». ولم يشمل إعلان كوريا الشمالية، «اعتذاراً واضحاً» طالبت به الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غوين هي، كما حضّتها على التعهّد بالامتناع عن «استفزازات جديدة». كما أن بيونغيانغ لم تعلن صراحة مسؤوليتها عن الانفجارات. لكن كيم كوان جين اعتبر أن التعبير عن الأسف كان «واضحاً جداً»، لافتاً الى أن الحصول عليه كان أصعب جزء في المفاوضات. وأضاف: «كان مهماً أنه بعد الاجتماع، اعتذرت كوريا الشمالية عن الاستفزاز الذي سبّبه اللغم الأرضي، ووعدت بالعمل على منع تكرار مثل هذه الحوادث وتخفيف التوتر». كما اتفق الجانبان على العمل لاستئناف جمع شمل عائلات فرّقتها الحرب الكورية (1950 - 1953)، منذ الشهر المقبل. وسيجري البلدان أيضاً مفاوضات لمناقشة قضايا، من أجل تحسين العلاقات. وقالت بارك: «المهم الآن هو المضي في مشاريع محددة اتُّفق عليها بين الجنوب والشمال، بسلاسة عبر محادثات المتابعة من أجل تخفيف التوتر بينهما». ورحّب ناطق باسم الخارجية الأميركية بالاتفاق، معرباً عن «أمل بأن يساهم في الحدّ من التوتر» في شبه الجزيرة الكورية. وأضاف: «سنحكم على الشمال من خلال الأفعال. كانت أياماً متوترة جداً».