أكدت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى أن قوات التحالف عاينت مواقع في ناحية ربيعة، غرب الموصل (قرب الحدود مع سورية) لإنشاء «قاعدة انطلاق»، وسط مؤشرات إلى نية القوات الأميركية القيام بعملية تحرير المحافظة، فيما أعلن مسؤول كردي تصاعد هجمات فصائل مسلحة على «داعش» داخل المدينة، في موازاة ارتفاع وتيرة القصف الجوي. وكانت تقارير تحدثت عن إخلاء قوات موالية لحزب «العمال الكرستاني» مباني كانت تشغلها في ربيعة، وعاينتها قوات التحالف لاستخدامها قاعدة انطلاق، بالتزامن مع إفادات شهود تؤكد وصول أرتال عسكرية أميركية وغربية معززة بأسلحة ثقيلة. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس نينوى محمد إبراهيم ل «الحياة»، «قبل أيام جاءت قوة أميركية تعدادها بين 150 و200 عنصر، إلى ناحية ربيعة، وعاينت المنطقة والمباني في خطوة تؤشر إلى نيتها إنشاء قاعدة انطلاق في المنطقة، في إطار التحضيرات لتحرير الموصل»، واستدرك «لكن حجم هذه القوة لا يبدو كافياً، وحالياً لا يوجد جنود أميركيون على الأرض». وعن مستوى الاستعدادات لإطلاق معركة الموصل، قال ابراهيم: «تم تشكيل فرقتين عسكريتين، ونشر نحو 7 آلاف من الشرطة المحلية على شكل أفواج، ولواءين من الشرطة الاتحادية، وقوات من الحشد الوطني من أبناء نينوى، ناهيك عن التحضيرات الجارية في معسكر سبايكر، ما يشير إلى أن الحكومة جادة في عملية التحرير، وفي القريب قد نشهد انطلاق هذه القوات من قضاء مخمور إلى مناطق جنوب الموصل». وأضاف: «نملك معلومات مؤكدة عن تنفيذ خلايا وفصائل مسلحة هجمات وعمليات نوعية في المدينة، لا يمكن إعلان طبيعتها لأسباب أمنية، وهذا النشاط ربما يرتبط بالأجهزة الاستخبارية التابعة للحكومة الاتحادية»، ولفت إلى «تنفيذ تلك الفصائل عملية اقتحام سجن قرب الحي العربي، حيث تمكنت من تحرير سجناء، وربما ساهم السكان في إخفاء الفارين في منازلهم عن أعين الإرهابيين، لكن لا تتوفر معلومات دقيقة عن مصيرهم». وقال غياث سورجي، وهو الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني في نينوى ل «الحياة»: «لا وجود لقوات قتالية أميركية على الأرض، عدا مسستشارين ومدربين ومنسقي الطيران من قوات التحالف، أما الاستطلاع في ناحيتي زمار وربيعة، ففي إطار برنامج لتدريب البيشمركة وأفواج جديدة شكلت أخيراً من أبناء الأقليات». وأكد أن «الموصل تشهد يومياً نحو عمليتين إلى ثلاثة تنفذها فصائل مسلحة ضد عناصر وقادة داعش، البعض ينسبها إلى كتائب التحرير أو النقشبنديين أو حزب العودة، لكن في خطب الجمعة التي يلقيها قادة داعش، يتهمون هذه الفصائل بالعمالة للأجهزة الأمنية في إقليم كردستان»، لافتاً إلى «تنفيذ فصيل مسلح اقتحام سجن سري تابع لداعش في الجانب الأيمن من الموصل، وقتل 7 إرهابيين، وتحرير أكثر من 50 سجيناً، بينهم 18 كردياً»، مشيراً إلى أن «داعش في أعقاب الهجوم أعلن حالة استنفار وفرض حظراً للتجول في بعض المناطق». وأشار المسؤول الكردي إلى أن «طائرات التحالف الدولي ضاعفت غاراتها خلال الأسبوعين الأخيرين، لكن لا مؤشرات إلى وجود إرادة جدية لدى الحكومة لإطلاق عملية تحرير الموصل، على رغم استعدادات البيشمركة للمشاركة». وعن آخر التطورات الأمنية في الموصل، قال إن «قناصاً مجهول الهوية اغتال الإرهابي سعد حسين شكاره الجبوري، الملقب بأبو عبيدة، وهو مساعد أمير قضاء الحمدانية في تنظيم داعش، ومن أهالي ناحية النمرود»، مشيراً إلى أن «دائرة الطب العدلي في الموصل تلقت، جثتي الإرهابي عبدالحق خزعل صالح عيسى المسؤول العسكري لتنظيم داعش في قضاء بيجي، وشقيقه إبراهيم، واللذين قتلا في المعارك الجارية في القضاء، وأن الإرهابيين من قرية الزديرة العليا التابعة لقضاء الشرقاط». وذكر أن «داعش أعدم 3 محامين في ساحة عامة بناحية القيارة، فضلاً عن إعدام 8 من قوات الجيش والشرطة السابقين أمام ذويهم في قرية العيسى التابعة للناحية».