أرسلت القوات المسلّحة السعودية أمس تعزيزات إلى قطاع الحرث في جازان على الحدود مع اليمن، وبثّت «قناة العربية» أن قوة سعودية توغّلت في صعدة اليمنية، لوقف إطلاق الحوثيين قذائف على أراضي المملكة. وكشفت مصادر ل»الحياة» عن تمركز القوات البرية السعودية في مرتفعات قمم جبال الفرع بمحافظة صعدة بعدما طاردت ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح لمنعها من محاولة إطلاق الصواريخ على القرى السعودية القريبة من الحدود. ووصلت إلى مطار عدن قوة سعودية مزوّدة كاسحات ألغام، في سياق المشاركة في تثبيت الأمن في المدينة، بعد شهر على تحريرها من قبضة الحوثيين. وستُرسِل إمدادات عاجلة إلى مدينة تعز اليمنية. وأقالت جماعة الحوثيين قائد لواء العمالقة في صعدة لرفضه أوامرها. وتوقّعت مصادر عسكرية موالية للحكومة اليمنية الشرعية أياماً حاسمة لاستكمال تحرير محافظة تعز والسيطرة على ميناء المخا، ودحر ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من محيط مدينة مأرب، تمهيداً لبدء معركة تحرير صنعاء من قبضة الجماعة. وكشفت المصادر أن ثماني طائرات عمودية من «نوع أباتشي» تابعة لقوات التحالف وصلت أمس إلى مطار صافر في محافظة مأرب، استعداداً للمشاركة في العمليات العسكرية المرتقبة، بعد أيام على وصول قوة عسكرية ضخمة تدعمها عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجند. وفيما أكدت مصادر الحوثيين أنهم أطلقوا أمس صاروخاً من نوع «سكود» باتجاه هدف عسكري في مدينة جازان السعودية، أعلنت القوات المسلحة السعودية في بيان أن دفاعاتها الصاروخية تمكّنت من إسقاط الصاروخ، وأن القوات الجوية دمّرت منصة إطلاقه داخل الأراضي اليمنية. في غضون ذلك، أغار طيران التحالف على مواقع لجماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في صنعاء وشبوة والبيضاء ومأرب والجوف والحديدة، وأكدت مصادر في شبوة أن 30 حوثياً قُتِلوا في غارات استهدفت مواقع لهم في منطقة «نجد مرقد» التابعة لمديرية بيحان. وطاولت الغارات معسكر جبل النهدين المطل على القصر الرئاسي في صنعاء، ويُعتَقَد بأنها دمّرت منصات لإطلاق الصواريخ، كما استهدفت موقعاً في مديرية سنحان مسقط رأس الرئيس السابق جنوب العاصمة، وضربت مواقع في محافظة البيضاء منها منزل المحافظ الذي عيّنه الحوثيون والمجمّع الحكومي في مديرية «الطفة». وفي حين تواصل قصف الحوثيين العنيف على الأحياء السكنية في مدينة تعز، أفادت مصادر «المقاومة الشعبية» بأنها أحرزت تقدماً جديداً على الأرض، وتقترب من السيطرة على مقر اللواء المدرع 35، في وقت أدلى نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح بتصريحات كشف فيها أن إمدادات عاجلة ستصل إلى تعز لدحر الحوثيين، واستكمال تحرير المدينة. وأكدت مصادر المقاومة في محافظة تعز أن سبعة حوثيين قُتِلوا أثناء تصدّي مسلحين من قبيلة «الزرانيق» لحملة للجماعة استهدفت مناطقهم، في وقت جدّدت طائرات التحالف استهداف تجمعات للحوثيين ومواقع يسيطرون عليها في منطقة «بيت الفقيه». في محافظة إب، قالت مصادر المقاومة إنها تمكنت من صدّ هجمات الحوثيين لاستعادة السيطرة على مناطق العدين غرب المدينة، كما تقدّمت غرباً على الطريق المؤدية إلى الحديدة، بعدما كبّدت الجماعة خسائر ضخمة في الأرواح والعتاد. وفي مأرب حيث تتواصل المواجهات على أطراف المدينة منذ نحو أربعة أشهر، قالت مصادر قبلية إن سبعة من مسلحي الحوثيين قُتِلوا أمس في مواجهات في مناطق «الجفينة والسائلة والتباب السود» مع مسلحي المقاومة. وأضافت أن غارات للتحالف استهدفت مواقع للجماعة في مناطق «الجفينة والفاو وصروح وهيلان». وكشفت مصادر عسكرية في صنعاء أمس، أن جماعة الحوثيين أقالت قائد لواء العمالقة المرابط في صعدة العميد حفظ الله السدمي، بعد رفضه أوامر الجماعة بالمشاركة في القتال، وعيّنت قائداً موالياً لها هو حميد التويتي، في ظل رفض الجنود وتهديدهم بالتمرد على القائد الجديد. على صعيد آخر، أكدت السلطات في محافظة عدن أن الأوضاع الأمنية مستتبّة، وأشارت إلى أن الاعتداء الذي تعرّض له مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلثاء، وأدى إلى إعلان اللجنة تعليق عملها في عدن، هو حادث جنائي وليس ذا طبيعة إرهابية، مؤكدة أن السلطات تعرّفت إلى هويّة الجناة وتلاحقهم. وأعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» مسؤوليته عن اغتيال رئيس شعبة الاستخبارات في القوات البحرية في الحديدة، العقيد عبدالرحمن الإرياني الثلثاء، متهماً إياه ب «موالاة الحوثيين». وفي بيان بثّته مواقع جهادية أمس، نفى التنظيم احتجاز أي بريطاني، بعد إعلان الإمارات تحرير قواتها الأحد الماضي خبير نفط بريطانياً. وفي الرياض أعلن أن بطاريات صواريخ «باتريوت» التابعة للقوات الجوية السعودية اعترضت أمس صاروخاً باليستياً ودمرته قبل وصوله إلى الحدود السعودية، ما أحدث انفجاراً قوياً في سماء جنوب منطقة جازان سمع دويه معظم سكان المنطقة الوسطى والجنوبيةلجازان، مخلفاً شظايا سقطت في مواقع خالية ولم تحدث أي أضرار. وذُكر أن القوات السعودية دكت حصون الحوثيين حيث كانوا يرابطون خلال الأيام الثلاثة الماضية، وقتلت عشرات المسلحين الذين حاولوا التسلل إلى الأراضي السعودية. وأشارت إلى أن سلاح المهندسين تمكن من كشف مواقع عدة زرعت فيها ألغام وأبطل مفعولها. وأكدت مصادر أن تطهير محافظة صعدة من المتمردين سيتم قريباً. إلى ذلك، استبعد نائب رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء ناصر الظاهري أن تشن قوات التحالف هجوماً برياً على صنعاء. وذكر أن تطهيرها سيتم من داخلها، بواسطة رجال المقاومة الشعبية والضربات الجوية التي تستهدف ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق. وقال الظاهري ل«الحياة» إن تحرير صنعاء ستقوده المقاومة الشعبية بمساندة من قوات التحالف، من خلال ضرب الأهداف العسكرية التابعة للمتمردين، وبسند من القوات الموالية للشرعية التي تقف على مشارف صنعاء إذا تطلب الأمر تدخلها». وزاد: «نحن على يقين بأن المقاومة قادرة على شل حركة المتمردين واستعادة العاصمة من أيديهم».