تلقت ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لها أمس، أقسى هزيمة في مدينة عدن منذ اقتحامها نهاية آذار (مارس) الماضي. إذ تمكنت القوات الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وبدعم من طيران التحالف العربي، من استعادة السيطرة على مطار عدن ومناطق حيوية في مديرية خور مكسر، في ظل انهيار للقوات الحوثية يعدّ سابقة ومقتل عشرات من أتباعها، وقائد الحوثيين في خور مكسر ناصر علي السالمي الملقب ب «أبو عارف». وقال راجح بادي، الناطق باسم الحكومة اليمنية أنه يتوقّع تحرير عدن بالكامل خلال أيام. وتزامنت هذه التطورات المتسارعة مع استمرار المعارك في مدينة تعز ومحيط مدينة مأرب، في ظل تقدُّم مسلّحي المقاومة وتراجُع جماعة الحوثيين، كما نفّذ طيران التحالف غارات متواصلة استهدفت مواقع الجماعة في صنعاء وعلى امتداد الحدود الشمالية الغربية. وأصدر أنصار هادي بياناً أكدوا فيه نجاح القوات المؤيدة لهم في تنفيذ عملية نوعية أطلق عليها «السهم الذهبي لتحرير عدن»، وتمكنوا بعدها من دحر المسلحين الحوثيين في المطار والسيطرة عليه إضافة إلى أجزاء واسعة من منطقة خور مكسر الحيوية، ومنها معسكر بدر وساحة العروض وحي القنصليات ومبنى كلية التربية. وأوضحت مصادر المقاومة في بيانها أن المعارك بدأت صباح أمس «وكان التقدم من جهات عدة وتم بداية قطع طريق العريش والسيطرة عليه مع التقدم من الطريق البحري ومن معسكر النصر باتجاه المطار». وبعد معارك عنيفة استمرت ساعات، تمكنت العناصر الموالية للشرعية من السيطرة على جزيرة العمال ودخول المطار ومعسكر بدر، وقتلت عدداً كبيراً من الحوثيين بينهم قياديون فيما فرّ آخرون إلى منطقة التواهي. وذكرت مصادر يمنية سياسية وعسكرية أن قوات برية وجوية وبحرية نفّذت العملية المشتركة لاستعادة السيطرة على مطار عدن وعلى أجزاء جنوبية من المدينة. ونفّذ مسلحو المقاومة الشعبية عمليات تمشيط واسعة، مزوَّدين عربات عسكرية ومصفّحات. وأكدت مصادر قريبة من هادي أنه كان يشرف على عملية «السهم الذهبي» بالتنسيق مع قوات التحالف التي شنت أمس عشرات الغارات على مواقع للجماعة وصفوفها المتقدمة، فيما استهدف قصف بحري تحصيناتها في خور مكسر والتواهي والمعلا. في غضون ذلك، تواصلت المواجهات في محيط مدينة مأرب التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها منذ أربعة أشهر. وأفادت مصادر محلية بأن مسلّحي القبائل سيطروا على مناطق في محيط منطقة الجفينة غرب مأرب، وصدّوا هجوماً للحوثيين على منطقة المخدرة بالتزامن مع معارك ضارية شهدتها منطقة «إيدات الراء» ومنطقة «ماس» في جبهة الجدعان شمال غربي المدينة. في محافظة تعز، أفادت مصادر المقاومة بأن اشتباكات عنيفة اندلعت مع الحوثيين في منطقة «كلابة» وجبهة المرور. وتواصلت غارات التحالف في صنعاء ومناطق أخرى.