استقرت أسعار النفط أمس بعد تحرك المصرف المركزي الصيني لدعم الاقتصاد، لكن الأسعار ظلت قرب أدنى مستوياتها في ست سنوات ونصف سنة، حيث أبقت تخمة المعروض على النظرة المتشائمة في الأسواق. وقال الاقتصادي المتخصص في أسواق السلع الأولية لدى «كابيتال إيكونوميكس» للاستشارات، توماس بيو: «النفط يلتقط أنفاسه قليلاً وننتظر لمعرفة ما إذا كانت السوق ستعاود الارتفاع أم لا». وارتفع خام «برنت» 20 سنتاً إلى 43.41 دولار للبرميل بينما ارتفع الخام الأميركي 15 سنتاً إلى 39.46 دولار للبرميل. وخسر النفط ثلث قيمته منذ حزيران (يونيو) بفعل ارتفاع الإنتاج الأميركي والزيادة القياسية في إنتاج النفط في الشرق الأوسط والمخاوف في شأن تراجع الطلب في الاقتصادات الآسيوية. إلى ذلك، حددت «دائرة شؤون النفط» في دبي، فرق السعر لشحنات تشرين الثاني (نوفمبر) من الخام بخصم 0.20 دولار للبرميل عن سعر العقود الآجلة للخام العماني. ويعتقد بيو أن «الأسعار الحالية في السوق تتضمن فعلاً التصور المستقبلي الأسوأ للصين (...) سأندهش إذا هبطنا أكثر كثيراً». وانخفض المخزون الأميركي من الخام بمقدار 7.3 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 449.3 مليون برميل مقارنة بزيادة مليون برميل في توقعات محللين، حيث زادت معدلات إنتاج مصافي التكرير وفقاً لبيانات «معهد البترول الأميركي» التي صدرت أول من أمس. من جهة أخرى استدعت الكويت القائم بالأعمال الإيراني للاحتجاج على سعي طهران إلى تطوير حقل نفطي في الخليج موضع نزاع بين البلدين، وفقاً ل «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا). وتأتي خطوة الكويت، وفقاً للوكالة، إثر قرار من «شركة النفط الوطنية الإيرانية» بأن تقترح على المستثمرين تطوير منطقة «قرب حقل نفط الدرة» الكويتي للغاز الطبيعي. وأضافت الوكالة أن الدبلوماسي الإيراني تسلم رسالة احتجاج من وزارة الخارجية الكويتية. ونقلت «كونا» عن الناطق باسم وزارة الخارجية قوله إن الكويت «تتخذ الإجراءات كافة الكفيلة بالحفاظ على الحقوق الثابتة لدولة الكويت في إطار حرصها على تعزيز علاقاتها على المستويين الإقليمي والدولي وبما يتوافق مع قواعد القانون الدولي». ومن ليبيا، أفاد ناطق باسم «شركة الخليج العربي» للنفط (أجوكو) العاملة في شرق البلد بأن الشركة التي تدير ميناء الحريقة وحقل السرير النفطي تُنتج 220 ألف برميل يومياً من دون تغيير عن الأسبوع الماضي. وأشار مسؤول آخر إلى أن ناقلة حُمّلت بشحنة من 400 ألف برميل من الخام في ميناء الحريقة أمس في حين انتظرت ناقلة ثانية لتحميلها بشحنة 570 ألف برميل. وقال مسؤول ثالث إن ناقلة متجهة إلى إيطاليا غادرت ميناء البريقة بعد تحميلها بشحنة 600 ألف برميل. الى ذلك، أعلن الرئيس التنفيذي الجديد لشركة «غلف كيستون بتروليوم»، التي تنتج النفط في كردستان العراق، أنها تستطيع مضاعفة الإنتاج في حقل شيكان خلال 18 شهراً لكن نقص المدفوعات الحكومية المستحقة في مقابل الصادرات يجعل الاستثمار هناك مستحيلاً. والشركة من بين عدد قليل من منتجي النفط الأجانب العاملين في الإقليم الكردي شبه المستقل في شمال العراق وتبلغ الأموال المستحقة لها على حكومة الإقليم 260 مليون دولار في مقابل النفط المصدر وحصتها من الاستثمار في حقولها. وقال المسؤول التنفيذي السابق في «ميرسك أويل»، جون فيريير، الذي عينته «غلف كيستون» رئيساً تنفيذياً لها قبل شهرين في تصريح إلى وكالة «رويترز»: «إنها لخيبة أمل حقيقية أن نعجز عن الاستثمار في الوقت الحالي». وأضاف: «تكاليفنا متماشية تماماً مع ما نتقاضاه لذا نحن مستنزفون تماماً». واكتشف حقل شيكان النفطي عام 2009 باحتياط قدره 12.5 إلى 13 بليون برميل ويستطيع إنتاج 100 ألف برميل يومياً من النفط، لكن إنتاجه الحالي لا يزيد على 45 ألفاً بسبب نقص الأموال اللازمة للاستثمار. وقال فيريير: «نأمل في أن تساعد الشفافية في تلك المدفوعات مساعدة كبيرة». وأضاف أن فور تسديد حكومة إقليم كردستان بقية المدفوعات فسيكون في وسع الشركة التفكير في الاستثمار في الحقل. وقال إن إنتاج الحقل يمكن أن يصل إلى 100 ألف برميل يومياً في غضون 18 إلى 24 شهراً. وتابع: «لم أعرف في حياتي مناخاً للدمج والاستحواذ مثل الوضع الحالي (...) هناك فجوة كبيرة بين توقعات المشتري والبائع في خصوص سعر النفط».