تراجعت أسعار العقود الآجلة لنفط «برنت» والخام الأميركي لفترة قصيرة أكثر من دولار أمس، متأثرة بصعود الدولار بعدما رسم مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، صورة أكثر إشراقاً للاقتصاد الأميركي وأنهى برنامجه الشهري لشراء السندات. وخسر خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) 92 سنتاً ليبلغ 86.32 دولار للبرميل. وهبطت أسعار النفط الأميركي للعقود الآجلة عن مستوى 82 دولاراً للبرميل في التعاملات الآسيوية المبكرة، مع تعرضها لضغوط من قوة الدولار ووفرة المعروض بعد مكاسبها في الجلسة السابقة التي أثارتها زيادة أقل من المتوقع في مخزون الخام في الولاياتالمتحدة. وانخفضت عقود الخام الأميركي الخفيف تسليم كانون الأول 37 سنتاً إلى 81.83 دولار للبرميل بعدما أغلقت أول من أمس عند 82.20 دولار مرتفعة 78 سنتاً. إلى ذلك، أفاد مصدر في الصناعة النفطية العالمية «الحياة» بأن « فائض النفط في الأسواق سيرتفع على المدى القصير لأن إنتاج ليبيا الذي انخفض إلى 200 ألف برميل يومياً، عاد اليوم إلى 600 ألف برميل، ولأن «أوبك» لم تعط إشارة إلى نيتها خفض الإنتاج، كما أن الكويت لن تخفض إنتاجها إذ أن النفط الصخري الأميركي يزداد، وهذا الفائض أدى إلى انخفاض كبير في السعر». وأضاف: «عندما ننظر إلى أسس السوق النفطية، نجد أن في حال عدم الاستثمار في المشاريع النفطية، سيتراجع الإنتاج خمسة في المئة سنوياً، أي سنخسر في سنتين 10 في المئة، ما يعادل إنتاج السعودية». وتابع المصدر: «باستثناء النفط الصخري في الولاياتالمتحدة الذي يبقى إنتاجه مربحاً إذا كان سعر برميل النفط 80 دولاراً، فإن الاستثمار في الإنتاج يحتاج أن يكون السعر 100 دولار، ما يعني أن بقاء السعر لفترة طويلة عند 80 دولاراً سيعني وقف الاستثمار وبالتالي تراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار». وتوقع ارتفاع سعر البرميل إلى 100 دولار بعد ستة أشهر أو سنتين، موضحاً أن التراجع لا يمكن أن يستمر أكثر من ذلك. وأضاف: «عدد من الدول في أوبك يحتاج إلى سعر مئة دولار للبرميل لموازناتها، وبإمكانها تحمّل سعر 85 دولاراً لبضعة أشهر، ولكن في النهاية سيحصل ما يحدث دائماً في السعودية، التي لا تتحرك في شكل فوري، ولكن سننتظر أن تخفض إنتاجها إذا تراجع السعر كثيراً». إلى ذلك أعلنت مجموعة «إم أو إل» المجرية للطاقة أن حكومة إقليم كردستان - العراق وافقت على خطة تطوير حقل نفطي جديد تملك فيه الشركة حصة راجحة. وأعطى وزير الموارد الطبيعية في كردستان الضوء الأخضر لخطة تطوير امتياز «آكري بجيل»، المجاور لحقل «شيخان»، أكبر حقول النفط في الإقليم، بعد سنة من اكتشاف «إم أو إل» كميات كافية من الخام تعطي المشروع جدوى تجارية. وقال نائب الرئيس التنفيذي لشؤون أنشطة المنبع في الشركة المجرية الكسندر دودز: «المجموعة ملتزمة الحفاظ على وجودها وزيادة استثماراتها في الإقليم». وتشارك «غلف كيستون بتروليوم» في مشروع «آكري بجيل» بحصة أقلية. ومن المقرر أن ينفذ الشريكان المشروع على مرحلتين، تبدأ الأولى على الفور وتركز على بلورة بعض التفاصيل مثل حجم النفط الذي يمكن استخراجه وإجمالي التكاليف. وأعلنت شركة النفط البريطانية «أفرين» أمس تراجع إنتاجها 36 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة، بسبب تأخر في بعض المشاريع الرئيسة في نيجيريا. وأنتجت الشركة 31 ألفاً و377 برميلاً يومياً في تسعة أشهر حتى 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، في مقابل 48 ألفاً و305 براميل يومياً قبل سنة. وتوقعت أن يأتي صافي إنتاج العام عند الحد الأدنى لتوقعاتها التي تراوح بين 32 ألفاً و36 ألف برميل يومياً. وخفضت الشركة توقعاتها للإنتاج 20 في المئة في آب (أغسطس) الماضي بعد احتساب خسائر ناجمة عن تعليق العمليات في حقل «بردرش» في إقليم كردستان.