دعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو القوى السياسية كافة في البلاد أمس، إلى الوقوف وراء خططه من أجل إجراء تعديل دستوري يهدف إلى إنهاء الصراع مع الانفصاليين في الشرق وهزيمة من وصفه ب «المعتدي الروسي». واستغل بوروشينكو مراسم لرفع العلم في كييف عشية عيد الاستقلال، ليوجه رسالة واضحة إلى حلفائه في الائتلاف للتغلب على شكوكهم والتصويت لمصلحة تعديلات دستورية تسمح بوضع خاص للمناطق التي تميل للانفصال في شرق أوكرانيا. وأثارت التعديلات المقترحة على البرلمان للتصويت عليها للمرة الأولى في آخر الشهر الجاري، انقسامات داخل الائتلاف الموالي للغرب. وليس واضحاً إذا كانت الحكومة ستتمكن من حشد 226 صوتاً للموافقة عليها. ويقع عدد من الشركاء في الائتلاف تحت ضغط، خصوصاً من الجماعات المسلحة المتشددة المعارضة لتقديم أي تنازلات للانفصاليين المدعومين من روسيا الذين سيطروا على مساحات كبيرة من الأراضي في الشرق. وفي إشارة إلى إراقة الدماء الأوكرانية في الشرق على أيدي «المعتدي الروسي»، قال بوروشينكو: «دعوتي المباشرة إلى القوى السياسية كافة هي في المقام الأول لمن هم معاً في الائتلاف البرلماني ليتحدوا الآن من أجل أوكرانيا». ومن بين الالتزامات التي تعهدت أوكرانيا بتنفيذها خلال محادثات السلام في مينسك في شباط (فبراير) الماضي، السماح بنوع من «لامركزية» لإعطاء المناطق الانفصالية مزيداً من الحقوق لإدارة شؤونها. وشاركت أوكرانيا في المحادثات إلى جانب روسيا وألمانيا وفرنسا وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار. ويجتمع بوروشينكو مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الإثنين في برلين، ويرجح أن يطلعهما على ما فعله حتى الآن لتنفيذ اتفاق مينسك الذي يشمل إجراء انتخابات محلية في الشرق. وحشدت السلطات الأوكرانية أعداداً هائلة من رجال الشرطة والقوات التابعة لوزارة الداخلية لتعزيز الأمن خلال عطلة نهاية الأسبوع ويوم عيد الاستقلال نفسه اليوم، إذ تشهد كييف مسيرة للجنود الذين يخدمون على الجبهة. وقتل أكثر من 6500 شخص بينهم مئات المدنيين في الصراع. وحمل الانفصاليون المؤيدون لروسيا السلاح في الشرق بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في آذار (مارس) 2014 رداً على إطاحة الرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش بعد احتجاجات في شوارع كييف قبل ذلك بشهر. وسحب الجانبان كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة من منطقة الصراع تنفيذاً لاتفاق مينسك، لكن الاشتباكات المتفرقة لا تزال تزهق الأرواح يومياً. وقال ناطق باسم الجيش في كييف أمس، إن جندياً أوكرانياً قتل وأصيب أربعة آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في معارك غربي مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون. ويتبادل الجانبان اللوم في انتهاك وقف إطلاق النار. وقال بوروشينكو خلال تجمع عسكري السبت، إن من المرجح أن يستمر لعقود الضغط من روسيا والانفصاليين الذين تدعمهم.