فيما عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو اجتماعا ثنائيافي مينسك لبحث الأزمة ، قال مجلس الدفاع والأمن الوطني الأوكراني يإن عدد قتلى القوات الحكومية في القتال شرق البلاد بلغ 722 جنديا. قامت المركبات المدرعة والجنود بعرض عسكري في الميدان الرئيسي بكييف في ذكرى الاستقلال في استعراض جريء للقوة العسكرية قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إنها احتشدت من أجل حرب تاريخية للاستقلال عن روسيا. واضاف إن بلاده ستظل تحت التهديد العسكري المستمر في المستقبل المنظور معلنا أن نحو ثلاثة مليارات دولار ستنفق على إعادة تجهيز الجيش في الفترة بين عامي 2015 و2017. وقال بوروشينكو "من الواضح أنه في المستقبل المنظور -للأسف- سيظل التهديد العسكري المستمر مخيما على أوكرانيا وعلينا أن نتعلم ليس فقط التعايش معه بل أيضا الإستعداد دوما للدفاع عن استقلال بلادنا. وتقدم الجنود الذين من المقرر أن يتوجه بعضهم مباشرة إلى الحرب على المقاتلين في طابور عرض بميدان الاستقلال في كييف وجاءت خلفهم عربات مدرعة تحمل الأسلحة المضادة للدبابات صاحبتها شاحنات تقطر أنظمة الصواريخ. وكانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قد استبعدت قبل لقاء (بوتين - بوروشينكو) من أن المحادثات في مينسك قد لا تحقق انفراجة تحل الازمة في اوكرانيا. وبعد يوم من زيارة رمزية قامت بها الى كييف أكدت ميركل الحاجة لحل سياسي وانه لا يوجد حل عسكري للصراع في شرق اوكرانيا. ومن المقرر ان يجتمع بوتين وبوروشينكو في مينسك عاصمة روسيا البيضاء اليوم الثلاثاء في لقاء سيضم ايضا اعضاء كبارا من الاتحاد الاوروبي والاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا. وقالت ميركل في مقابلة مع تلفزيون ايه.آر.دي الألماني "زيارتي الى كييف كانت اعدادا لمثل هذا الاجتماع (بين بوتين وبوروشينكو) والذي من المؤكد ألا يؤدي الى انفراجة." وتابعت "لكن عليكم ان تتحدثوا الى بعضكم البعض اذا اردتم التوصل لحلول." واضافت أن الوضع هش جدا. وقالت ميركل التي حاولت القيام بدور في تخفيف الازمة إنها ستفعل كل ما يمكنها لمساعدة الجانبين في التغلب على الخلافات بشأن قضايا تتراوح من اللامركزية الى العلاقات التجارية وشحنات الغاز. وفي مراسم جمعت بين الوطنية والجدية والعاطفة العميقة أعلن بوروشينكو أن حرب أوكرانيا على ما اسماهم (الإنفصاليين الموالين لروسيا ستدخل التاريخ على الأرجح "كحرب وطنية لعام 2014". وفي إشارة واضحة إلى دور روسيا قال بوروشينكو إن البلاد تخوض "حربا ضد عدوان خارجي من أجل أوكرانيا ومن أجل حريتها ومن أجل شعبها ومن أجل الاستقلال." وأضاف "من الواضح أنه في المستقبل المنظور للأسف سيبقى التهديد العسكري لأوكرانيا ونحن بحاجة إلى أن نتعلم ليس فقط التعايش مع هذا لكن أيضا أن نكون دائما على استعداد للدفاع عن استقلال بلادنا." ويستمر القتال في شرق البلاد. وفي وقت مبكر أمطرت قنابل المدفعية وسط دونيتسك معقل الإنفصاليين لتصيب منطقة تضم أحد أكبر مستشفيات المدينة. واتهم الإنفصاليون كييف بتعمد استهداف المدنيين الأمر الذي نفاه القادة الأوكرانيون. ووضع الانفصاليون المعدات العسكرية الأوكرانية المدمرة في ساحة بوسط المدينة استعدادا لتنظيم احتفالات خاصة ردا على احتفالات كييف. وأعلنت أوكرانيا استقلالها في 25 أغسطس آب 1991 في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي لكن كثيرا من الأوكرانيين يعتقدون أن موسكو لم تسمح للبلاد قط بالمضي قدما كدولة ذات سيادة وتحاول الآن استعادة سيطرتها. وتنفي روسيا مساعدة المقاتلين أو محاولة التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا. وفي إشارة إلى كتيبة تشارك في العرض العسكري قال بوروشينكو "امامكم طابور عسكري جديد يتجه مباشرة إلى منطقة عملية (مكافحة الإرهاب)." وتزينت ساحة الاستقلال في كييف والمعروفة باسم الميدان -بؤرة الاحتجاجات التي أطاحت بفيكتور يانوكوفيتش الرئيس المعزول المدعوم من موسكو وعجلت بحركات التمرد الإنفصالية في الشرق- بالعلم الأوكراني بلونيه الأزرق والأصفر. وارتدى كثير من آلاف الأشخاص الذين خرجوا في أشعة الشمس لحضور الاحتفالات القمصان الأوكرانية التقليدية المطرزة ووضعوا العلم الوطني حول أكتافهم. وقال منسقو برنامج الاحتفالات إن 1500 جندي شاركوا في العرض بينهم حوالي 120 من الرجال الذين خاضوا المعارك على الجبهة الشرقية في المناطق القريبة من معاقل المتمردين في دونيتسك ولوجانسك. وفي وقت سابق قبل العرض وضع بوروشينكو وعائلته اكاليل الزهور على أضرحة حوالي 100 محتج قتلوا برصاص قناصة الشرطة في فبراير شباط في الميدان في الأيام الأخيرة لحكم يانوكوفيتش.وتقول الأممالمتحدة إن ما يربو على 2000 لقوا حتفهم منذ اندلع الصراع في أبريل نيسان في شرق أوكرانيا الذي يتحدث أغلب سكانه الروسية عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.وفي الأسابيع الأخيرة كان للقوات الحكومية اليد العليا على الإنفصاليين ودفعتهم مرة أخرى إلى معاقلهم الرئيسية في دونيتسك ولوجانسك.