وصلت عبارة تقل نحو 2400 مهاجر سوري إلى البر الرئيسي في اليونان أمس، مع استمرار تدفّق المهاجرين الفارّين من براثن الصراع والفقر على بلد يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة. ولوّح كثر من السوريين بعلامة النصر لدى وصولهم إلى ميناء بيريوس، على متن العبّارة التي استأجرتها الحكومة اليونانية لنقل اللاجئين، وتخفيف الضغط عن الجزر الواقعة في شرق بحر إيجه، حيث يصل المهاجرون في قوارب مطاطية وزوارق صغيرة من تركيا القريبة. وقال كثر من السوريين الذين وصلوا إلى بيريوس، أنهم لا يعتزمون البقاء في اليونان، بل يرغبون في التوجّه فوراً إلى الحدود الشمالية للبلاد عبر مدينة سالونيك، ثاني كبرى مدن البلاد، على أمل الانتقال إلى دول أوروبية أخرى. في غضون ذلك، أعلنت الحكومة المقدونية أمس، حالة الطوارئ، خصوصاً في جنوب البلاد الذي يواجه تدفقاً مصدره اليونان للمهاجرين غير الشرعيين الساعين إلى الوصول إلى أوروبا الغربية. وأضافت أنها ستنشر قوات من الجيش للمساعدة في إدارة هذه «الأزمة». وأفاد بيان للحكومة «بسبب الضغط المتزايد على الحدود الذي تكثف على الممر البلقاني حيث سجل عبور غير شرعي كثيف مصدره اليونان، رأينا أنه من الضروري فرض مراقبة أكثر أهمية وفعالية». إلى ذلك، أنقذت فرق منظمة «أطباء بلا حدود» أكثر من 11450 مهاجراً غير شرعي منذ أيار (مايو) الماضي في البحر المتوسط، واشترت سفينتها الخاصة التي تتسع ل 350 شخصاً لاستكمال الجهود التي تبذلها فرق البحرية الأوروبية. وأوضحت باولا فارياس، الرئيسة السابقة لمنظمة أطباء بلا حدود- إسبانيا، المسؤولة عن عمليات المنظمة في البحر المتوسط: «نعمل بالتنسيق مع خفر السواحل الإيطاليين، من خلال تنظيم دوريات على بُعد 30 أو 40 ميلاً من السواحل الليبية، في منطقة يحصل فيها القسم الأكبر من حوادث الغرق». وأضافت: «في معظم الحالات، نتلقى إشعاراً من روما يطلب منا القيام بعملية إنقاذ محددة، ثم يحدَد لنا المرفأ الذي نذهب إليه». وفي البداية، كان المهاجرون الذين يتم إنقاذهم في البحر يُنقَلون إلى صقلية «المكتظة الآن»، لذلك باتوا يُنقَلون إلى كالابريا. وكان الفرع الهولندي من منظمة أطباء بلا حدود، بدأ بجمع اللاجئين في 3 أيار بواسطة سفينة أولى يتشارك في إدارتها مع منظمة «مايغرنت أوف شور أيد ستايشن» المالطية، فيما أطلقت السفينة الثانية الشعبة البلجيكية لمنظمة «أطباء بلا حدود» في 9 أيار. أما منظمة «أطباء بلا حدود-إسبانيا» فتعمل منذ 13 حزيران (يونيو) الماضي، على سفينة اشترتها خصيصاً من أجل هذه الغاية، وهي «ديغنيتي 1»، التي تستطيع نقل 350 مهاجراً. وعلى متنها طاقم من 9 أشخاص هم: «طبيب وممرضة وقابلة قانونية ومترجم من اللغة العربية» مستعدون لمساعدتهم. وقالت فارياس إن العملية التي تهدف إلى تقديم المساعدة الطبية العاجلة، أصبحت بذلك على ما يبدو «خفر سواحل». وأضافت: «لكننا نقوم بذلك لأن أحداً لم يعد يقوم به العام الماضي، عندما توقفت عملية ماري نوستروم (التي كانت تنفذها البحرية الإيطالية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2013)، وحلت مكانها عملية تريتون». وتُعدّ «تريتون» التي تتولى وكالة «فرونتكس» الأوروبية إدارتها، عملية «أصغر من ماري نوستروم، خصوصاً أن مهمتها مختلفة جداً، فلا تقضي بإنقاذ أشخاص بل بمراقبة الحدود»، وفق ما أوضحت فارياس. وأضافت: «نقوم في الواقع بما تقوم به منظمة أطباء بلا حدود، ونتحرك في أوضاع تشهد أزمة إنسانية. وهؤلاء الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر، هم الذين كنا نساعدهم في بلدانهم، الذين يأتون من بلدان تشهد حروباً، هم سوريون ويمنيون وأريتريون».