مرة أخرى يتوجه حوالى 37 مليون ناخب أوكراني إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية الأوكرانية الخامسة، بعدما انحصرت المنافسة بين زعيم حزب الأقاليم فيكتور يانكوفيتش، ورئيسة الحكومة يوليا تيموشينكو. وكشفت استطلاعات للرأي أجريت قبل الجولة الأولى أن يانوكوفيتش، زعيم حزب الأقاليم المعارض، يمكن أن يحصل في الجولة الثانية على نسبة 57 في المئة من أصوات الناخبين، في مقابل 40 في المئة لرئيسة الوزراء الحالية يوليا تيموشينكو. وقبل أيام من الجولة الثانية، وقع الرئيس فيكتور يوشينكو قانوناً ألغى بموجبه شرط اكتمال النصاب القانوني في جلسات اللجان الانتخابية، أي حضور ثلثي أعضائها على الأقل، أثناء الانتخابات الرئاسية. ويسري مفعول القانون الجديد على عمليات الاقتراع وفرز الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات. واعتبرت تيموشينكو أن هذا القانون يفتح الباب على مصراعيه أمام حدوث حالات تزوير لنتائج الانتخابات. واتهمت عمدة العاصمة كييف باجبار العاملين في المؤسسات الحكومية على الترويج لمنافسها يانكوفيتش. في المقابل، أكد يانكوفيتش أن تعديل القانون الخاص بجلسات لجان الانتخابات يمنع حدوث اضطرابات بعد انتهاء عمليات الاقتراع، متهماً تيموشينكو بأنها تحاول استغلال ثغرات في قوانين الانتخابات لتعطيل فوزه. وكشف السجال بين المرشحين المتنافسين على مقعد الرئاسة تصاعد سخونة الوضع في أوكرانيا عشية توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع، إذ هددت تيموشينكو بإشعال فتيل ثورة ملونة جديدة في البلاد إذا فاز منافسها، في حين حذر يانكوفيتش من محاولة تعطيل نتائج الانتخابات الديموقراطية في البلاد. وقال فلوديمير فيسينكو، المحلل في مركز «بينتا» للدراسات السياسية إن «اندلاع ثورة جديدة مستبعد، لكن يجب أن نتوقع مواجهة في المحاكم والشارع والبرلمان»، فيما أعلن محلل سياسي آخر هو كوست بوندارينكو أن أياً من المرشحين الاثنين لا يملك موارد مالية لثورة جديدة بسبب الأزمة الاقتصادية»، مشيراً الى أن ثورة 2004 كلفت نصف بليون دولار. وكتبت مجلة «كورسبوندنت» ساخرةً: «لنختر معاً بين الركود الدائم أو الثورة المزمنة»، ناشرة على غلافها صورة ليانوكوفيتش مرتدياً سترة زينت بعدد كبير من الأوسمة، ولتيموشينكو حاملة قنبلة في يدها. واللافت أن شعارات كلا المرشحين تعمدت عدم التركيز على الدور الروسي في أوكرانيا خلال الانتخابات، خلافاً لاقتراع عام 2004 حين فازت الثورة البرتقالية، وأطاحت بحلفاء روسيا في أوكرانيا. وتبادل المرشحان الاتهامات من دون أن يقدما رؤية استراتيجية حول تنمية أوكرانيا. وواجه المرشحان مشاكل مع القانون، إذ أمضى يانوكوفيتش ثلاث سنوات في السجن في صباه بتهمة السرقة والتسبب في جروح، وهي عقوبات ألغاها القضاء لاحقاً لكنها لا تزال تنعكس عليه سلباً على الصعيد السياسي. وفي موازاة ذلك، تلازم تيموشينكو ملاحقات بتهمة السرقة في أوكرانيا ودفع رشاوى لمسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، على رغم إغلاق الملف عام 2005 في ظروف غامضة. ويسعى المرشحان الى تحسين العلاقات مع موسكو التي تدهورت في ظل رئاسة فيكتور يوتشينكو في السنوات الماضية، وأثارت استياء أوروبا التي باتت رهينة الخلاف بين البلدين في ملف الغاز. ويطمح المرشحان أيضاً الى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن مسألة انضمام أوكرانيا إليه ليست مطروحة حالياً على جدول أعمال بروكسيل.