هددت بيونغيانغ أمس سيول بضربات عسكرية «عشوائية» إذا لم توقف حربها الدعائية عبر مكبّرات الصوت على الجانب الآخر من الحدود، كما أصدرت تحذيراً نووياً للولايات المتحدة إذا أبقت مناوراتها المشتركة التي تبدأ غداً مع كوريا الجنوبية. وتأتي هذه التهديدات وسط تصاعد التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية بعد انفجار ثلاثة ألغام أدت إلى بتر أطراف جنديين كوريين جنوبيين، وقبل مناورات عسكرية مشتركة واسعة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية تدينها بيونغيانغ. كما تتزامن مع احتفالات كل من الكوريتين بالذكرى ال70 لاستقلال شبه الجزيرة الكورية في 1945 مع انتهاء الحكم الاستعماري الياباني. وكان يؤمل أن تشكّل هذه الاحتفالات مناسبة لتقارب ما بين الجارين، لكن حدث العكس وشهدت العلاقات توتراً عكسته كالعادة خطب نارية وتبادل اتهامات. وأوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن بيونغيانغ طالبت سيول بوقف حربها الدعائية، مهددة بعمل عسكري يتمثّل «بضربات من دون تمييز» في كل منطقة على طول الجبهة. وكانت سيول أعادت تشغيل مكبرات الصوت بعد اتهامها بيونغيانغ بالوقوف وراء الانفجارات في 4 الجاري خلال دورية في منطقة منزوعة السلاح تمتد مسافة كيلومترين على جانبي الحدود. وأول من أمس، نفت كوريا الشمالية أن تكون لعبت أي دور في سلسلة انفجارات الألغام. وقالت لجنة الدفاع الوطني التي تتمتع بنفوذ كبير أن الاتهامات بأن جنوداً كوريين شماليين عبروا الحدود لزرع ألغام على الجانب الآخر «سخيفة». وأضافت: «إذا كان الجيش يريد فعلاً إصابة هدف عسكري فسيستخدم أسلحة نارية ثقيلة وليس ثلاثة ألغام مضادة للأفراد». وأكّدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن ردّها على الحملة الدعائية سيشمل «ضربات عشوائية وعملاً مضاداً متصاعداً». على صعيد آخر، هددت بيونغيانغ الولاياتالمتحدة «برد عسكري قوي جداً» إذا أبقت على التدريبات السنوية المشتركة الواسعة مع كوريا الجنوبية «أولشي فريدوم»، التي تستمر أسبوعين، ويشارك فيها عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين والأميركيين الذين سيقومون بمحاكاة هجوم وهمي يشنّه الشمال. وأكدت لجنة الدفاع الوطني أن الجيش والشعب «لم يعودا كما كانا من قبل عندما كان عليهما مواجهة السلاح النووي الأميركي برشاشات. إن كوريا الشمالية اليوم قوة لا تقهر مزوّدة بآخر الوسائل الهجومية والدفاعية (...) بما في ذلك السلاح النووي». وفي سيول، وفي ذكرى تحرير شبه الجزيرة الكورية، قالت الرئيسة بارك غيون هي إن الهجوم الأخير الذي تمثّل بانفجار الألغام يشكّل خرقاً خطيراً للهدنة التي أنهت الحرب بين البلدين (1950-1953). وتوعّدت بيونغيانغ بردّ قاس على أي استفزاز جديد، ودعتها «لأن تستفيق من حلمها بأنها تستطيع المحافظة على النظام بالاستفزازت والتهديدات (....) فهذا لن يؤدي سوى الى العزلة والدمار». «توقيت بيونغيانغ» إلى ذلك، بدأت كوريا الشمالية أمس العمل بتوقيتها الجديد أو «توقيت بيونغيانغ» الذي يقضي بتأخير الساعة 30 دقيقة للتخلّص من ذاك الذي فرضه قبل أكثر من قرن «الإمبرياليون اليابانيون الطغاة». وأصبح اعتباراً من أمس متقدّماً ب8.30 ساعة على توقيت غرينتش، متقدماً نصف ساعة على توقيت كوريا الجنوبية المطابق لليابان (توقيت غرينتش + 9 ساعات). ووافق البرلمان على هذا التغيير الأربعاء الماضي في الذكرى ال70 لتحرير شبه الجزيرة الكورية من الحكم الاستعماري الياباني (1910-1945). وكانت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلّفة بالعلاقات بين الكوريتين، رأت أن هذه الخطوة يمكن أن تعقّد الوضع خصوصاً في منطقة كايسونغ الصناعية بين الكوريتين، الواقعة في كوريا الشمالية.